تفسير القرآن الكريم لعبد الله شحاته - شحاته  
{وَعَدَ ٱللَّهُ ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ مِنكُمۡ وَعَمِلُواْ ٱلصَّـٰلِحَٰتِ لَيَسۡتَخۡلِفَنَّهُمۡ فِي ٱلۡأَرۡضِ كَمَا ٱسۡتَخۡلَفَ ٱلَّذِينَ مِن قَبۡلِهِمۡ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمۡ دِينَهُمُ ٱلَّذِي ٱرۡتَضَىٰ لَهُمۡ وَلَيُبَدِّلَنَّهُم مِّنۢ بَعۡدِ خَوۡفِهِمۡ أَمۡنٗاۚ يَعۡبُدُونَنِي لَا يُشۡرِكُونَ بِي شَيۡـٔٗاۚ وَمَن كَفَرَ بَعۡدَ ذَٰلِكَ فَأُوْلَـٰٓئِكَ هُمُ ٱلۡفَٰسِقُونَ} (55)

استخلاف المؤمنين :

{ وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُم فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُم مِّن بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا وَمَن كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ ( 55 ) } .

تمهيد :

بعد أن بين الله تعالى أن من أطاع الرسول فقد اهتدى إلى الحق ، ومن اهتدى إلى الحق فجزاؤه دار النعيم ، أردف ذلك وعده الكريم بأنه سيجعل المؤمنين المطيعين لله ورسوله خلفاء في الأرض ، ويؤيدهم بالنصرة والإعزاز ، ويبدلهم من بعد خوفهم من العدو أمنا ، فيعبدون الله وحده وهم آمنون ، ومن جحد هذه النعم من بعد ذلك فقد عصى ربه ، وكفر أنعمه .

روى الطبراني ، والحاكم ، وابن مردويه ، عن أبي بن كعب قال : لما قدم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وصحبه المدينة وآوتهم الأنصار ؛ رمتهم العرب عن قوس واحدة ، فكانوا لا يبيتون إلا في السلاح ولا يصبحون إلا فيه ، فقالوا : ترون أنا نعيش حتى نبيت آمنين مطمئنين لا نخاف إلا الله ؟ فنزلت الآية .

التفسير :

55 - وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُم فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ . . . الآية .

أي : وعد الله المؤمنين منكم المصلحين لأعمالهم ، ليورثنهم أرض المشركين من العرب والعجم ، وليجعلنهم ملوكها وساستها ، كما استخلف بني إسرائيل بالشام حين أهلك الجبابرة وجعلهم ملوكها وسكانها .

وقد وفى سبحانه بوعده ، فإنه لم يمت صلى الله عليه وآله وسلم حتى فتح الله عليه مكة وخيبر والبحرين وسائر جزيرة العرب ، وأخذ الجزية من مجوس هجر ومن بعض أطراف الشام ، وهاداه هرقل ملك الروم ، والمقوقس في مصر ، والنجاشي ملك الحبشة .

ولما قبض صلى الله عليه وآله وسلم إلى الرفيق الأعلى ، قام بالأمر من بعده الخلفاء الراشدون ، فنهجوا منهجه ، وافتتحوا كثيرا من المشرق والمغرب ، ومزقوا ملك الأكاسرة ، وملكوا خزائنهم ، واستعبدوا أبناء القياصرة ، وصدق قول رسوله : ( إن الله زوى لى الأرض ؛ فرأيت مشارقها ومغاربها ، وسيبلغ ملك أمتي ما زوى لي منها )227 .

وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ . . .

أي : وليجعلن دين الإسلام راسخا قويا ثابت القدم ، ويعظم أهله في نفوس أعدائه الذين يواصلون الليل بالنهار في التدبير لإطفاء أنواره ، لتعفو آثاره .

وَلَيُبَدِّلَنَّهُم مِّن بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا . . .

أي : وليغيرن حالهم من الخوف إلى الأمن ، قال الربيع بن أنس : كان النبي صلى الله عليه وآله وسلم وأصحابه بمكة نحوا من عشر سنين ، يدعون إلى الله وحده ، وإلى عبادته وحده لا شريك له ، وهم خائفون لا يؤمرون بالقتال ، حتى أمروا بعد بالهجرة إلى المدينة فقدموها ، فأمرهم الله بالقتال ، فكانوا بها خائفين ، يمسون في السلاح ويصبحون في السلاح ، فصبروا على ذلك ما شاء الله ، ثم إن رجلا من الصحابة قال : يا رسول الله ، أبد الدهر نحن خائفون هكذا ؟ أما يأتي علينا يوم نأمن فيه ونضع عنا السلاح ؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : ( لن تصبروا إلا يسيرا ، حتى يجلس الرجل منكم في الملأ العظيم محتبيا ليس فيه حديدة ) . فأنزل الله : وعد الله الذين آمنوا . . . إلى آخر الآية .

ونحو الآية قوله تعالى : وَاذْكُرُواْ إِذْ أَنتُمْ قَلِيلٌ مُّسْتَضْعَفُونَ فِي الأَرْضِ تَخَافُونَ أَن يَتَخَطَّفَكُمُ النَّاسُ فَآوَاكُمْ وَأَيَّدَكُم بِنَصْرِهِ وَرَزَقَكُم مِّنَ الطَّيِّبَاتِ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ . ( الأنفال : 26 ) .

ثم أتبع ذلك بتعليل التمكين وما بعده بقوله :

يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا . . .

أي : يعبدونني غير خائفين أحدا غيري .

وَمَن كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ .

أي : ومن جحد هذه النعم فأولئك هم الذين أنكروا فضل المنعم بها ، وتناسوا جليل خطرها .

رأى المودودي في استخلاف المؤمنين الصالحين :

يقول الأستاذ المودودي : هذا وعد من الله تعالى للمسلمين بأنه سيجعلهم خلفاء الأرض ، أي : أئمة الناس وقادتهم . والمقصود من هذه الآية : تنبيه المنافقين إلى أن هذا الوعد الذي قد قطعه الله – تبارك وتعالى – للمسلمين ، ليس الخطاب فيه لكل من ينتمي إلى الإسلام ولو اسما ، بل إنما هو للمسلمين الذين هم صادقون في إيمانهم ، وصالحون باعتبار أخلاقهم وأعمالهم ، ومتبعون لدين الله الذي قد ارتضاه وملتزمون لعبادته وعبوديته وحده وغير مشركين به شيئا ، وأما الذين ليسوا على تلك الصفات وإنما يدعون الإيمان بألسنتهم : فلا يستأهلون هذا الوعد لأنه لم يقطع لهم ، فلا يرجون أن ينالوا نصيبا منه .

قد رأينا بعض المغرضين من الناس يجعلون ( الخلافة ) بمعنى مجرد الملك والقهر والغلبة والحكم والتمكن ، ثم يستنتجون من هذه الآية أن كل من حصل له العلو والغلبة في الأرض ، فهو مؤمن صالح متبع لدين الله المرتضي ، قائم بعبوديته مجتنب للشرك به ، بل هم – فوق ذلك – يبدلون مفهوم كل كلمة من كلمات الإيمان والصلاح والدين والعبادة والشرك ، حتى يجعلوها متفقة مع أهوائهم ونظريتهم الزائفة هذه . فهذا أشنع تحريف معنوي للقرآن ، قد فاق تحريف اليهود والنصارى لكتبهم ، وبين لآية الاستخلاف هذه معنى يريد أن يمسخ تعليم القرآن كله ولا يترك شيئا من الإسلام في مقامه ، فإنه لا بد بعد هذا التحريف للخلافة أن تنطبق هذه الآية على كل من لهم العلو والغلبة في الأرض اليوم ، أو كانت لهم في الزمن الماضي ، ولو كانوا جاحدين بالله والرسالة والوحي واليوم الآخر . منغمسين في أدناس الفسق والفجور التي قد عدها القرآن من الكبائر ، كأكل الربا وارتكاب الزنا وشرب الخمر ولعب الميسر وما إليها . فإن كان أمثال هؤلاء من المؤمنين الصالحين ، ولأجل إيمانهم وصلاحهم نالوا العلو والغلبة في الأرض ، فأي معنى يمكن أن يكون للإيمان غير الإذعان لقوانين الطبيعة ، وللصلاح غير العمل وفق هذه القوانين ؟ وماذا يمكن أن يكون دين الله المرتضى غير بلوغ الكمال في العلوم الطبيعية وترقية الصناعة والتجارة والسياسة القومية ؟ وهل يمكن بعد التسليم بنظريتهم الزائفة أن تكون عبادة الله غير التزام القواعد والضوابط التي تساعد على بلوغ النجاح في السعي الفردي والاجتماعي فطرة ؟ وهل يبقى الشرك إذن عبارة عن شيء غير مزج هذه القواعد والضوابط المفيدة بالطرق المضرة ؟ ولكن هل لأحد قد قرأ القرآن مرة بقلب مفتوح وعينين مبصرتين أن يقول بأن هذه هي المعاني لكلمات الإيمان والعمل الصالح ودين الحق والعبادة والتوحيد والشرك المذكورة في القرآن ؟ الحقيقة أنه لا يكاد يقول هذه المعاني إلا رجل لم يكن قد قرأ القرآن ولا مرة واحدة من بدئه إلى آخره مع فهم معانيه ، وإدراك مقاصده ، وإنما أخذ آية من هنا وأخرى من هناك فحرفها وفقا لأهوائه ونظرياته وأفكاره ، أو رجل مازال عند قراءته للقرآن يبطل ويخطئ بزعمه جميع الآيات التي فيها دعوة الناس إلى الإيمان بالله ربا واحدا ، وإلها لا شريك له ، وبوحيه الذي أنزل على رسوله وسيلة وحيدة لمعرفة الهداية ، وبكل نبي أرسله إلى الدنيا قائدا يجب على الناس أن يطيعوه ، أو فيها الأمر للناس باعتقاد حياة أخرى بعد هذه الحياة الدنيا ، بل قيل لهم فيها أن لا فلاح للذين يريدون الحياة الدنيا فقط وهم عن الآخرة غافلون .

وهذه الموضوعات قد أبدئ في ذكرها وأعيد في القرآن بكثرة وبطرق مختلفة وبألفاظ واضحة صريحة ، حيث يتعسر علينا تصديق أن يقرأ أحد القرآن بإخلاص وأمانة ثم يقع في مثل الأخطاء والأغلوطات التي قد وقع فيها هؤلاء المفسرون الجدد لآية الاستخلاف ، فالحقيقة أن المعنى الذي بينوه لكلمتي الخلافة والاستخلاف وعلى أساسه قد رفعوا بناءهم ، إنما اختلقوه من عند أنفسهم ، ولا يكاد يقول به أحد يعرف القرآن .

إن القرآن يستعمل كلمة الخلافة بثلاثة معان مختلفة ، وفي كل موضع من مواضع استعماله لهذه الكلمة تعرف بسياقها ، في أي معنى من هذه المعاني الثلاثة قد استعملها . فمعناها الأول : ( حمل أمانة السلطة والصلاحيات ) ، وبهذا المعنى أن ذرية آدم كلها خليفة الله في الأرض . ومعناها الثاني : ( ممارسة صلاحيات الخلافة تحت أمر الله التشريعي ، لا تحت أمره التكويني فقط ، مع التسليم بحاكميته العليا ) ، وبهذا المعنى إنما المؤمن الصالح هو الخليفة في الأرض ، لأنه هو الذي يؤدي حق الخلافة على وجهه الصحيح ، وعلى العكس منه ليس الكافر والفاسق بخليفة لله ، بل هو خارج عليه ، لأنه يتصرف في ملكه على طريق معصيته . ومعناها الثالث : ( قيام أمة جديدة مقام أمة غالبة في عصر من العصور بعد انقراضها ) . المعنيان الأولان مأخوذان من الخلافة بمعنى النيابة ، والمعنى الثالث مأخوذ من الخلافة بمعنى البقاء والقيام مقام الغير ، وهذان المعنيان لكلمة الخلافة معروفان في لغة العرب . فمن قرأ الآن آية الاستخلاف بهذا السياق فإنه لا يكاد يشك لطرفة عين في أن كلمة الخلافة قد استعملت في هذا المقام بمعنى الحكومة القائمة بحق نيابة الله تعالى وفق أمره الشرعي ، ولأجل ذلك يأبى الله تعالى أن يشمل المنافقين المدعين بإسلامهم في وعده الذي يقطعه للمسلمين في هذه الآية ، فضلا عن أن يشمل فيه الكفار ، ولأجل ذلك يقول إنه لا يستحق هذا الوعد إلا المتصفون بصفات الإيمان والعمل الصالح ، ولجل ذلك يذكر – سبحانه وتعالى – من ثمرات قيام الخلافة في الأرض أن يقوم دينه الذي ارتضى – أي : الإسلام – على الأسس القوية ، ولأجل ذلك ذكر هذه النعمة مشترطة بأن يبقى المسلمون قائمين بحق عبادته : يعبدونني لا يشركون بي شيئا . أما توسيع هذا الوعد إلى النطاق الدولي ، والتقرب به إلى كل من كان له العلو والكلمة النافذة في العالم – أمريكا أو روسيا أو غيرهما – فإن هو إلا طغيان في الغي ، وتماد في الجهل والضلال ولا غير .

وأمر آخ يجدر بالذكر في هذا المقام ، هو أن هذا الوعد ، وإن كان شاملا للمسلمين في جميع الأزمان ، ولكن الخطاب المباشر فيه لأولئك المسلمين الذين كانوا في عهد الرسول صلى الله عليه وآله وسلم ، وحقا إن المسلمين كانوا في حالة شديدة من الخوف أيام نزول هذا الوعد ، حتى كانوا لا يضعون سلاحهم ، وما كان دين الإسلام قد تمكن لهم حتى ولا في أرض الحجاز ، ولكن هذه الحالة ما تبدلت في عدة سنوات بحالة الأمن والرفاهية والطمأنينة فحسب ، بل تجاوز فيها الإسلام حدود جزيرة العرب وانتشر في أكبر جزء من أفريقية وآسيا ، ولم ترسخ جذوره في منبت أرومته فقط بل وفي أكثر أقطار الأرض . فهذا شاهد تاريخي بأن الله تعالى قد أنجز وعده في أبي بكر وعمر وعثمان – رضي الله عنهم – ولا يكاد يشك بعد ذلك رجل يقيم أدنى وزن للإنصاف في أن خلافة أبي بكر وعمر وعثمان حق قد صادق عليه القرآن نفسه ، وأن الله تعالى نفسه يشهد بكونهم مؤمنين صالحين . بيد أن من كان في ريب من ذلك ، فعليه أن يراجع كتاب نهج البلاغة ويقرأ فيه الكلام الآتي لسيدنا علي بن أبي طالب – رضي الله عنه – لما استشاره عمر في غزو الفرس بنفسه :

إن هذا الأمر لم يكن نصره ولا خذلانه بكثرة ولا قلة ، وهو دين الله الذي أظهره ، وجنده الذي أعده وأمده حتى بلغ وطلع حيثما طلع ، ونحن على موعود من الله تعالى حيث قال – عز اسمه - : وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُم فِي الْأَرْضِ . . . والله منجز وعده وناصر جنده . ومكان القيم بالأمر228 مكان النظام من الخرز : يجمعه ويضمه ، فإذا انقطع النظام ، تفرق الخرز وذهب ، ثم لم يجتمع بحذافيره أبدا . والعرب اليوم ، وإن كانوا قليلين ، فهم كثيرون بالإسلام ، عزيزون بالاجتماع ، فكن قطبا واستدر الرحى بالعرب وأصلهم دونك نار الحرب . فإنك إن شخصت229 من هذه الأرض انقضت عليك العرب من أطرافها وأقطارها ، حتى يكون ما تدع وراءك من العورات أهم إليك مما بين يديك .

إن الأعاجم إن ينظروا إليك غدا يقولوا : هذا أصل العرب ، فإذا قطعتموه استرحتم ، فيكون ذلك أشد لكلبيهم عليك230 وطمعهم فيك . فأما ما ذكرت من مسير القوم إلى قتال المسلمين فإن الله – سبحانه – هو أكره لمسيرهم وهو أقدر على تغيير ما يكره ، وأما ما ذكرت من عددهم ، فإنا لم نكن نقاتل فيما مضى بالكثرة ، وإنما كنا نقاتل بالنصر والمعونة231 .

ولكل من يقرأ هذا الكلام أن يرى : من الذي يجعله سيدنا علي بن أبي طالب – رضي الله عنه – مصداقا لآية الاستخلاف ؟

وأما قوله تعالى بعد ذكر هذا الوعد : ومن كفر بعد ذلك فأولئك هم الفاسقون . فالمراد بالكفر فيه : إما الكفران بنعمة الله ، أو الإنكار لما أنزل من الحق .

فباعتبار المعنى الأول : يصدق هذا القول على الذين يعدلون عن الطريق الحق ، بعد نيلهم نعمة الخلافة ، وباعتبار المعنى الثاني : يصدق على المنافقين الذين يصرون على نفاقهم حتى بعد علمهم بهذا الوعد من الله تعالى232 .