الجواهر الحسان في تفسير القرآن للثعالبي - الثعالبي  
{وَعَدَ ٱللَّهُ ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ مِنكُمۡ وَعَمِلُواْ ٱلصَّـٰلِحَٰتِ لَيَسۡتَخۡلِفَنَّهُمۡ فِي ٱلۡأَرۡضِ كَمَا ٱسۡتَخۡلَفَ ٱلَّذِينَ مِن قَبۡلِهِمۡ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمۡ دِينَهُمُ ٱلَّذِي ٱرۡتَضَىٰ لَهُمۡ وَلَيُبَدِّلَنَّهُم مِّنۢ بَعۡدِ خَوۡفِهِمۡ أَمۡنٗاۚ يَعۡبُدُونَنِي لَا يُشۡرِكُونَ بِي شَيۡـٔٗاۚ وَمَن كَفَرَ بَعۡدَ ذَٰلِكَ فَأُوْلَـٰٓئِكَ هُمُ ٱلۡفَٰسِقُونَ} (55)

وقوله تعالى : { وَعَدَ الله الذين آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُواْ الصالحات لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ } [ النور : 55 ] .

عامَّةٌ لأُمَّةِ نَبِيِّنا محمد صلى الله عليه وسلم في أنْ يُمَلِّكَهُمُ اللّه البلادَ كما هو الواقع ، فسبحانه ما أصدقَ وعده ، وقال الضَّحَّاكُ في كتاب «النقاش » : هذه الآية تتضمن خلافة أبي بكر وعمر وعثمان وعلي رضي اللّه عنهم والصحيح في الآية أَنَّها في استخلاف الجمهور ، واللام في { لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ } لأم القَسَم .

وقوله : { يَعْبُدُونَنِي } فعل مستأنف ، أي : هم يعبدونني .

وقوله : { وَمَن كَفَرَ } يحتمل أنْ يريدَ كفر هذه النعم ، ويحتمل الكفر المُخْرِجَ عن المِلَّةِ عياذاً باللّه من سخطه ! وباقي الآية بَيِّنٌ مِمَّا تقدم في غيرها .