التفسير الصحيح لبشير ياسين - بشير ياسين  
{وَعَدَ ٱللَّهُ ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ مِنكُمۡ وَعَمِلُواْ ٱلصَّـٰلِحَٰتِ لَيَسۡتَخۡلِفَنَّهُمۡ فِي ٱلۡأَرۡضِ كَمَا ٱسۡتَخۡلَفَ ٱلَّذِينَ مِن قَبۡلِهِمۡ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمۡ دِينَهُمُ ٱلَّذِي ٱرۡتَضَىٰ لَهُمۡ وَلَيُبَدِّلَنَّهُم مِّنۢ بَعۡدِ خَوۡفِهِمۡ أَمۡنٗاۚ يَعۡبُدُونَنِي لَا يُشۡرِكُونَ بِي شَيۡـٔٗاۚ وَمَن كَفَرَ بَعۡدَ ذَٰلِكَ فَأُوْلَـٰٓئِكَ هُمُ ٱلۡفَٰسِقُونَ} (55)

قوله تعالى { وعد الله الذين آمنوا منكم وعملوا الصالحات ليستخلفنهم في الأرض كما استخلف الذين من قبلهم وليمكنن لهم دينهم الذي ارتضى لهم وليبدلنهم من بعد خوفهم أمنا يعبدونني لا يشركون بي شيئا ومن كفر بعد ذلك فأولئك هم الفاسقون }

قال أبو داود : حدثنا سوار بن عبد الله ، ثنا عبد الوارث بن سعيد ، عن سعيد ابن جمهان ، عن سفينة ، قال : قال سول الله صلى الله عليه وسلم : " خلافة النبوة ثلاثون سنة ، ثم يؤتي الله الملك -أو ملكه- من يشاء " قال سعيد : قال لي سفينة : أمسك عليك : أبا بكر سنتين ، وعمرا عشرا ، وعثمان اثنتي عشرة ، وعلى كذا ، قال سعيد : قلت لسفينة : إن هؤلاء يزعمون أن عليا عليه السلام لم يكن بخليفة ، قال : كذبتْ أستاه بني الزرقاء ، يعني بني مروان .

( السنن4/211ح4646-ك السنة ، ب في الخلفاء ) ، وأخرجه الترمذي ( السنن-ك الفتن ، ب ما جاء في الخلافة ح2226 ) ، وأحمد ( المسند5/220 ) ، وابن حبان ( الإحسان15/24-35 ح6657 ) ، والحاكم ( المستدرك3/145 ) من طرق عن سعيد بن جمهان به ، وصححه في ( المستدرك3/71 ) قال الترمذي : حديث حسن ، وقال الألباني : صحيح ( صحيح الترمذي ح1813 ) . وقال محقق الإحسان : إسناده حسن . ونقل الألباني عن ابن أبي عاصم قوله : حديث ثابت من جهة النقل ، ونقل عن ابن تيمية تصحيحه له وموافقة الحافظ ابن حجر على تصحيح من صححه ( السلسلة الصحيحة ح460 ) وصححه السيوطي في ( الجامع الصغير3/509 ح4147 ) .

وانظر حديث ثوبان المتقدم عند الآية ( 33 ) من سورة التوبة ، وهو حديث : إن الله زوى لي الأرض . . " .

قال الحاكم : حدثني محمد بن صالح بن هانئ ، ثنا أبو سعيد محمد بن شاذان ، حدثني أحمد بن سعيد الدارمي ، ثنا علي بن الحسين بن واقد ، حدثني أبي عن الربيع بن أنس عن أبي العالية عن أبي بن كعب رضي الله عنه قال : لما قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه المدينة وآوتهم الأنصار رمتهم العرب عن قوس واحدة كانوا لا يبيتون إلا بالسلاح ولا يصبحون إلا فيه فقالوا : ترون أنا نعيش حتى نبيت آمنين مطمئنين لا نخاف إلا الله فنزلت { وعد الله الذين آمنوا منكم وعملوا الصالحات ليستخلفنكم في الأرض كما استخلف الذين من قبلهم وليمكنن لهم دينهم الذي ارتضى لهم وليبدلنهم من بعد خوفهم أمنا } إلى { ومن كفر بعد ذلك } يعني بالنعمة { فأولئك هم الفاسقون } .

هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه . ( المستدرك2/401-ك التفسير ، وصححه الذهبي ) ، وأخرجه الضياء المقدسي في ( المختارة3/353-354-ح1145-1146 ) من طريق : أحمد بن سعيد الدارمي ومحمد بن عبده المروزي ، كلاهما عن علي بن الحسين بن واقد به ، قال محققه فيهما : إسناده حسن . وقال الهيثمي : رجاله ثقات ( مجمع الزوائد8/83 ) . وطريق أبي العالية عن أبي بن كعب تقدم ثبوته في المقدمة .

وانظر حديث أبي بن كعب الآتي عند الآية ( 20 ) من سورة الشورى : " بشر هذه الأمة بالسناء . . . "

قال الشيخ الشنيقطي : قوله تعالى { وليمكنن لهم دينهم الذي ارتضى لهم } هذا الدين الذي ارتضاه لهم هو دين الإسلام بدليل قوله تعالى { اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا } وقوله تعالى { إن الدين عند الله الإسلام } .