تفسير مقاتل بن سليمان - مقاتل  
{وَعَدَ ٱللَّهُ ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ مِنكُمۡ وَعَمِلُواْ ٱلصَّـٰلِحَٰتِ لَيَسۡتَخۡلِفَنَّهُمۡ فِي ٱلۡأَرۡضِ كَمَا ٱسۡتَخۡلَفَ ٱلَّذِينَ مِن قَبۡلِهِمۡ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمۡ دِينَهُمُ ٱلَّذِي ٱرۡتَضَىٰ لَهُمۡ وَلَيُبَدِّلَنَّهُم مِّنۢ بَعۡدِ خَوۡفِهِمۡ أَمۡنٗاۚ يَعۡبُدُونَنِي لَا يُشۡرِكُونَ بِي شَيۡـٔٗاۚ وَمَن كَفَرَ بَعۡدَ ذَٰلِكَ فَأُوْلَـٰٓئِكَ هُمُ ٱلۡفَٰسِقُونَ} (55)

{ وعد الله الذين ءامنوا منكم وعملوا الصالحات } وذلك أن كفار مكة صدوا المسلمين عن العمرة عام الحديبية ، فقال المسلمون : لو أن الله عز وجل فتح علينا مكة ودخلناها آمنين ، فسمع الله عز وجل قولهم ، فأنزل الله تبارك وتعالى : { وعد الله الذين ءامنوا منكم وعملوا الصالحات } { ليستخلفنهم في الأرض } يعنى أرض مكة { كما استخلف الذين من قبلهم } من بني إسرائيل وغيرهم ، وعدهم أن يستخلفهم بعد هلاك كفار مكة { وليمكنن لهم دينهم } الإسلام حتى يشيع الإسلام { الذي ارتضى لهم } يعنى الذي رضي لهم { وليبدلنهم من بعد خوفهم } من كفار أهل مكة { آمنا } لا يخافون أحدا { يعبدونني } يعنى يوحدونني { لا يشركون بي شيئا } من الآلهة { ومن كفر بعد ذلك } التمكين في الأرض ، { فأولئك هم الفاسقون } آية ، يعنى العاصين .