المصحف المفسّر لفريد وجدي - فريد وجدي  
{وَعَدَ ٱللَّهُ ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ مِنكُمۡ وَعَمِلُواْ ٱلصَّـٰلِحَٰتِ لَيَسۡتَخۡلِفَنَّهُمۡ فِي ٱلۡأَرۡضِ كَمَا ٱسۡتَخۡلَفَ ٱلَّذِينَ مِن قَبۡلِهِمۡ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمۡ دِينَهُمُ ٱلَّذِي ٱرۡتَضَىٰ لَهُمۡ وَلَيُبَدِّلَنَّهُم مِّنۢ بَعۡدِ خَوۡفِهِمۡ أَمۡنٗاۚ يَعۡبُدُونَنِي لَا يُشۡرِكُونَ بِي شَيۡـٔٗاۚ وَمَن كَفَرَ بَعۡدَ ذَٰلِكَ فَأُوْلَـٰٓئِكَ هُمُ ٱلۡفَٰسِقُونَ} (55)

تفسير الألفاظ :

{ ليستخلفنهم } أي ليجعلنهم خلفاء .

تفسير المعاني :

وعد الله الذين آمنوا ليجعلنهم خلفاء له في الأرض كما جعل الذين من قبلهم كبني إسرائيل واليونان والرومان وغيرهم ، وليثبتنّ لهم دينهم الذي ارتضاه لهم ، وليبدّلنهم من بعد خوفهم أمنا ، يعبدونني لا يشركون بي شيئا ومن كفر بعد ذلك فأولئك هم الفاسقون . نزلت هذه الآية تبشيرا لهم وقد كانوا بعد هجرتهم إلى المدينة يبيتون ويصبحون في أسلحتهم خوفا من مباغتة المشركين لهم ، فكانت هذه الآية من أكبر أعلام النبوّة إذ أنبأت عن غيب ما كان يتوقعه أحد .