تفسير ابن أبي زمنين - ابن أبي زمنين  
{وَمِنَ ٱلنَّاسِ مَن يَقُولُ ءَامَنَّا بِٱللَّهِ فَإِذَآ أُوذِيَ فِي ٱللَّهِ جَعَلَ فِتۡنَةَ ٱلنَّاسِ كَعَذَابِ ٱللَّهِۖ وَلَئِن جَآءَ نَصۡرٞ مِّن رَّبِّكَ لَيَقُولُنَّ إِنَّا كُنَّا مَعَكُمۡۚ أَوَلَيۡسَ ٱللَّهُ بِأَعۡلَمَ بِمَا فِي صُدُورِ ٱلۡعَٰلَمِينَ} (10)

{ ومن الناس من يقول آمنا بالله } رجعت القصة إلى الكلام الأول { الم( 1 ) أحسب الناس }{[1037]} إلى قوله : { وليعلمن الكاذبين( 2 ) }{[1038]} فوصف المنافق في هذه الآية الآخرة ، فقال : { ومن الناس من يقول آمنا بالله فإذا أوذي في الله جعل فتنة الناس كعذاب الله } أي : إذا أمر بالجهاد في سبيل الله فدخل عليه فيه أذى ، رفض ما أمر به . وأقام عن الجهاد ، وجعل ما يدخل عليه من البلية في القتال إذا كانت بلية كعذاب الله في الآخرة ؛ لأن الله قد خوفه عذاب الآخرة وهو لا يقر به { ولئن جاء نصر من ربك } يعني : نصرا على المشركين { ليقولن } يعني : جماعتهم { إنا كنا معكم } يطلبون الغنيمة ، قال الله : { أو ليس الله بأعلم بما في صدور العالمين( 10 ) } أي : أنه يعلم أن هؤلاء المنافقين في صدورهم التكذيب بالله وبرسوله وهم يظهرون الإيمان .


[1037]:سورة العنكبوت: آية (2).
[1038]:سورة العنكبوت: آية (3).