السراج المنير في تفسير القرآن الكريم للشربيني - الشربيني  
{وَمِنَ ٱلنَّاسِ مَن يَقُولُ ءَامَنَّا بِٱللَّهِ فَإِذَآ أُوذِيَ فِي ٱللَّهِ جَعَلَ فِتۡنَةَ ٱلنَّاسِ كَعَذَابِ ٱللَّهِۖ وَلَئِن جَآءَ نَصۡرٞ مِّن رَّبِّكَ لَيَقُولُنَّ إِنَّا كُنَّا مَعَكُمۡۚ أَوَلَيۡسَ ٱللَّهُ بِأَعۡلَمَ بِمَا فِي صُدُورِ ٱلۡعَٰلَمِينَ} (10)

ولما بين سبحانه وتعالى المؤمن بقوله تعالى : { فليعلمنّ الله الذين صدقوا } وبين الكافر بقوله تعالى : { وليعلمنّ الكاذبين } بين أنه بقي قسم ثالث مذبذب بقوله تعالى : { ومن الناس من يقول آمنا بالله فإذا أوذي في الله } بأن عذبهم الكفرة على الإيمان { جعل فتنة الناس } أي : له بما يصيبه من أذيتهم في منعه عن الإيمان إلى الكفر { كعذاب الله } أي : في الصرف عن الكفر إلى الإيمان { ولئن } لام قسم { جاء نصر } أي : للمؤمنين { من ربك } أي : بفتح وغنيمة { ليقولنّ } حذف منه نون الرفع لتوالي النونات ، والواو ضمير الجمع لالتقاء الساكنين { إنا كنا معكم } في الإيمان فأشركونا في الغنيمة وأما عند الشدّة فيجبنون كما قال الشاعر :

وما أكثر الأصحاب حين تعدهم *** ولكنهم في النائبات قليل

قال الله تعالى : { أو ليس الله بأعلم } أي : بعالم { بما في صدور } أي : قلوب { العالمين } من الإيمان والنفاق .