تفسير ابن أبي زمنين - ابن أبي زمنين  
{إِلَّا ٱلَّذِينَ يَصِلُونَ إِلَىٰ قَوۡمِۭ بَيۡنَكُمۡ وَبَيۡنَهُم مِّيثَٰقٌ أَوۡ جَآءُوكُمۡ حَصِرَتۡ صُدُورُهُمۡ أَن يُقَٰتِلُوكُمۡ أَوۡ يُقَٰتِلُواْ قَوۡمَهُمۡۚ وَلَوۡ شَآءَ ٱللَّهُ لَسَلَّطَهُمۡ عَلَيۡكُمۡ فَلَقَٰتَلُوكُمۡۚ فَإِنِ ٱعۡتَزَلُوكُمۡ فَلَمۡ يُقَٰتِلُوكُمۡ وَأَلۡقَوۡاْ إِلَيۡكُمُ ٱلسَّلَمَ فَمَا جَعَلَ ٱللَّهُ لَكُمۡ عَلَيۡهِمۡ سَبِيلٗا} (90)

ثم استثنى قوما نهى عن قتالهم ، فقال : { إلا الذين يصلون إلى قوم بينكم وبينهم ميثاق } قال محمد : يعني إلا من اتصل بقوم بينكم وبينهم ميثاق ، ومعنى " اتصل " انتسب .

قال يحيى : وهؤلاء بنو مدلج كان بينهم وبين قريش عهد ، وكان بين رسول الله وقريش عهد ، فحرم الله من بني مدلج ما حرم من قريش ، وهذا منسوخ نسخته الآية { فاقتلوا المشركين حيث وجدتموهم } [ التوبة : 5 ] { أو جاءوكم حصرت صدورهم } أي كارهة صدورهم { أن يقاتلوكم أو يقاتلوا قومهم } الآية ، قال محمد : وتقرأ " حصرة صدروهم " أي ضاقت ، الحصر في اللغة : الضيق .

قوله : { فما جعل الله لكم عليهم سبيلا } يعني حجة ؛ وهذا منسوخ أيضا ، نسخته آية القتال .