تفسير ابن أبي زمنين - ابن أبي زمنين  
{۞فَمَا لَكُمۡ فِي ٱلۡمُنَٰفِقِينَ فِئَتَيۡنِ وَٱللَّهُ أَرۡكَسَهُم بِمَا كَسَبُوٓاْۚ أَتُرِيدُونَ أَن تَهۡدُواْ مَنۡ أَضَلَّ ٱللَّهُۖ وَمَن يُضۡلِلِ ٱللَّهُ فَلَن تَجِدَ لَهُۥ سَبِيلٗا} (88)

{ فما لكم في المنافقين فئتين } قال محمد : { فئتين } نصب على الحال ، المعنى : أي شيء لكم في الاختلاف في أمرهم ؟ { والله أركسهم بما كسبوا } هم قوم من المنافقين كانوا بالمدينة ، فخرجوا منها إلى مكة ، ثم خرجوا من مكة إلى اليمامة تجارا فارتدوا عن الإسلام وأظهروا ما في قلوبهم من الشرك ، فلقيهم المسلمون ، فكانوا فيهم { فئتين } أي فرقتين ، فقال بعضهم : قد حلت دماؤهم ، هم مشركون مرتدون ، وقال بعضهم : لم تحل دماؤهم ، هم قوم عرضت لهم فتنة ، فقال الله : { فما لكم في المنافقين فئتين } وليس يعني أنهم في تلك الحال التي أظهروا فيها الشرك منافقون ، ولكنه نسبهم إلى [ خبثهم ] الذي كانوا عليه مما في قلوبهم من النفاق ، يقول : قال بعضكم كذا ، وقال بعضكم كذا ؛ [ هلا ] كنتم فيهم فئة [ واحدة ] ولم تختلفوا في قتلهم ؟ .

ثم قال : { والله أركسهم بما كسبوا } أي ردهم إلى الشرك بما كان في قلوبهم من الشك والنفاق { أتريدون أن تهدوا من أضل الله ومن يضلل الله فلن تجد له سبيلا } .