{ إلا الذين يصلون إلى قوم بينكم وبينهم ميثاق أو جاءوكم حصرت صدورهم أن يقاتلوكم أو يقاتلوا قومهم ولو شاء الله لسلطهم عليكم فلقاتلوكم فإن اعتزلوكم فلم يقاتلوكم وألقوا إليكم السلم فما جعل الله لكم عليهم سبيلا ( 90 ) }
{ إلا الذين } هذا مستثنى من الأخذ والقتل فقط ، وأما الموالاة فحرام مطلقا لا تجوز بحال { يصلون إلى قوم بينكم وبينهم ميثاق } بالجوار والحلف فلا تقتلوهم لما بينكم وبينهم عهد وميثاق ، فإن العهد يشملهم ، هذا أصح ما قيل في معنى الآية ، وقيل الاتصال هنا هو اتصال النسب ، والمعنى إلا الذين ينتسبون إلى قوم بينكم وبينهم ميثاق ، قاله أبو عبيدة{[515]} .
وقد أنكر ذلك عليه أهل العلم لأن النسب لا يمنع من القتال بالإجماع فقد كان بين المسلمين وبين المشركين أنساب ولم يمنع ذلك من القتال .
وقد اختلف في هؤلاء القوم الذين كان بينهم وبين رسول الله صلى الله عليه وسلم ميثاق ، فقيل هم قريش كان بينهم وبين النبي صلى الله عليه وسلم ميثاق ، والذين يصلون إلى قريش هم بنو مدلج وقيل نزلت في هلال ابن عويم وسراقة بن جعثم وخزيمة بن عامر بن عبد مناف كان بينهم وبين النبي صلى الله عليه وسلم عهد ، وقيل خزاعة ، وقيل بنو بكر بن زيد .
{ أو جاءوكم حصرت صدورهم } والحصر الضيق والانقباض ، وقال محمد بن يزيد المبرد : هو دعاء عليهم كما تقول لعن الله الكافر ، وضعفه بعض المفسرين ، وقيل أو بمعنى الواو { أن يقاتلوكم } مع قومهم { أو يقاتلوا قومهم } معكم فضاقت صدورهم عن قتال الطائفتين وكرهوا ذلك .
{ ولو شاء الله لسلطهم عليكم } ابتلاء منه لكم واختبارا كما قال سبحانه : { ولنبلونكم حتى نعلم المجاهدين منكم والصابرين ونبلو أخباركم } أو تمحيصا لكم أو عقوبة بذنوبكم ، ولكنه سبحانه لم يشأ ذلك فألقى في قلوبهم الرعب { فلقاتلوكم } يذكر الله منته على المسلمين بكف بأس المعاهدين{[516]} .
{ فإن اعتزلوكم } عن قتالكم { فلم يقاتلوكم } أي لم يعترضوا لقتالكم { وألقوا إليكم السلم } أي استسلموا لكم وانقادوا { فما جعل الله لكم عليهم سبيلا } أي طريقا فلا يحل لكم قتلهم ولا أسرهم ولا نهب أموالهم ، فهذا الاستسلام يمنع ذلك ويحرمه ، قيل هذا منسوخ بآية القتال ، وقيل محكمة محمولة على المعاهدين وهذا هو الظاهر{[517]} .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.