تفسير مقاتل بن سليمان - مقاتل  
{إِلَّا ٱلَّذِينَ يَصِلُونَ إِلَىٰ قَوۡمِۭ بَيۡنَكُمۡ وَبَيۡنَهُم مِّيثَٰقٌ أَوۡ جَآءُوكُمۡ حَصِرَتۡ صُدُورُهُمۡ أَن يُقَٰتِلُوكُمۡ أَوۡ يُقَٰتِلُواْ قَوۡمَهُمۡۚ وَلَوۡ شَآءَ ٱللَّهُ لَسَلَّطَهُمۡ عَلَيۡكُمۡ فَلَقَٰتَلُوكُمۡۚ فَإِنِ ٱعۡتَزَلُوكُمۡ فَلَمۡ يُقَٰتِلُوكُمۡ وَأَلۡقَوۡاْ إِلَيۡكُمُ ٱلسَّلَمَ فَمَا جَعَلَ ٱللَّهُ لَكُمۡ عَلَيۡهِمۡ سَبِيلٗا} (90)

ثم استثنى ، فقال : { إلا الذين يصلون } ، يعني التسعة المرتدين ، { إلى قوم بينكم وبينهم ميثاق } ، يعني عهد خزاعة وبني خزيمة ، وفيهم نزلت : { إلا الذين عاهدتم من المشركين } ( التوبة : 4 ) ، إن وصل هؤلاء التسعة إلى أهل عهدكم وهم خزاعة ، منهم : هلال بن عويمر الأسلمى ، وسراقة بن مالك بن جشم ، وبنو مدلج ، وبنو جذيمة ، وهما حيان بن كنانة ، فلا تقتلوا التسعة ، لأن النبي صلى الله عليه وسلم صالح هؤلاء على أن من يأتيهم من المسلمين فهو آمن ، يقول : إن وصل هؤلاء وغيرهم إلى أهل عهدكم ، فإن لهم مثل الذي لحلفائهم .

ثم قال عز وجل : { أو جاءوكم } ، يعني بني جذيمة ، { حصرت صدورهم } ، يعني ضيقة قلوبهم ، { أن يقاتلوكم } ، يعني ضاقت قلوبهم أن يقتالوكم ، { أو يقاتلوا قومهم } من التسعة ، ثم قال : { ولو شاء الله لسلطهم عليكم فلقاتلوكم } ، يخوف المؤمنين ، ثم قال : { فإن اعتزلوكم فلم يقاتلوكم وألقوا إليكم السلم } ، يعني الصلح ، يعني هلالا وقومه حزاعة ، { فما جعل الله لكم عليهم سبيلا } في قتالهم .