بحر العلوم لعلي بن يحيى السمرقندي - السمرقندي  
{إِلَّا ٱلَّذِينَ يَصِلُونَ إِلَىٰ قَوۡمِۭ بَيۡنَكُمۡ وَبَيۡنَهُم مِّيثَٰقٌ أَوۡ جَآءُوكُمۡ حَصِرَتۡ صُدُورُهُمۡ أَن يُقَٰتِلُوكُمۡ أَوۡ يُقَٰتِلُواْ قَوۡمَهُمۡۚ وَلَوۡ شَآءَ ٱللَّهُ لَسَلَّطَهُمۡ عَلَيۡكُمۡ فَلَقَٰتَلُوكُمۡۚ فَإِنِ ٱعۡتَزَلُوكُمۡ فَلَمۡ يُقَٰتِلُوكُمۡ وَأَلۡقَوۡاْ إِلَيۡكُمُ ٱلسَّلَمَ فَمَا جَعَلَ ٱللَّهُ لَكُمۡ عَلَيۡهِمۡ سَبِيلٗا} (90)

ثم استثنى الذين كان بينهم وبين المسلمين عهد فقال : { إِلاَّ الذين يَصِلُونَ إلى قَوْمٍ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُمْ ميثاق } وهم خزاعة ، وبنو مدلج ، وبنو خزيمة ، وهلال بن عويمر الأسلمي وأصحابه ، صالحهم رسول الله صلى الله عليه وسلم على أن كل من أتاهم من المسلمين فهو آمن ، ومن جاء منهم إلى النبي صلى الله عليه وسلم فهو آمن . وفي هذه الآية إثبات الموادعة بين أهل الحرب وأهل الإسلام ، إذا كانت في الموادعة مصلحة للمسلمين .

ثم قال تعالى : { أَوْ جَاءوكُمْ حَصِرَتْ صُدُورُهُمْ } أي ضاقت قلوبهم { أنٍ يقاتلوكم } من قبل العهد { أَوْ يقاتلوا قَوْمَهُمْ } معكم من قبل القرابة . ثم قال تعالى : { وَلَوْ شَاء الله لَسَلَّطَهُمْ عَلَيْكُمْ فلقاتلوكم } ذكر منته على المؤمنين أنه يدفع عنهم البلاء ومنعهم عن قتالهم ، ثم قال تعالى { فَإِنِ اعتزلوكم } في القتال { فَلَمْ يقاتلوكم وَأَلْقَوْاْ إِلَيْكُمُ السلم } أي الصلح ، معناه أنهم لو ثبتوا على صلحهم فلا تقاتلوهم ، فذلك قوله : { فَمَا جَعَلَ الله لَكُمْ عَلَيْهِمْ سَبِيلاً } أي حجة وسلطاناً في قتالهم .