جامع البيان في تفسير القرآن للإيجي - الإيجي محيي الدين  
{إِلَّا ٱلَّذِينَ يَصِلُونَ إِلَىٰ قَوۡمِۭ بَيۡنَكُمۡ وَبَيۡنَهُم مِّيثَٰقٌ أَوۡ جَآءُوكُمۡ حَصِرَتۡ صُدُورُهُمۡ أَن يُقَٰتِلُوكُمۡ أَوۡ يُقَٰتِلُواْ قَوۡمَهُمۡۚ وَلَوۡ شَآءَ ٱللَّهُ لَسَلَّطَهُمۡ عَلَيۡكُمۡ فَلَقَٰتَلُوكُمۡۚ فَإِنِ ٱعۡتَزَلُوكُمۡ فَلَمۡ يُقَٰتِلُوكُمۡ وَأَلۡقَوۡاْ إِلَيۡكُمُ ٱلسَّلَمَ فَمَا جَعَلَ ٱللَّهُ لَكُمۡ عَلَيۡهِمۡ سَبِيلٗا} (90)

{ إلا الذين يصِلون إلى قوم بينكم وبينهم ميثاق } استثناء من مفعول{[1081]} واقتلوهم أي : لا تقتلوا الذين يلجأون وينتهون إلى قوم عاهدوكم واجعلوا حكمهم كحكمهم وهم الأسلميون ، فإنه عليه الصلاة والسلام وادع هلالا الأسلمي على أن لا يعينه ولا يعين عليه ومن وصل إليه فله من الجوار مثل ما له ، أو بنو بكر بن زيد مناة أو خزاعة { أو جاءوكم } عطف على الصلة .

{ حصِرت صدروهم } حال أي : قد ضاقت عن { أن يقاتلوكم } أو لأن أو كراهة أن { أو يُقاتلوا قومهم } هؤلاء قوم آخرون من المستثنين عن الأمر بقتلهم وهم الذين يخشون المصاف وصدورهم كارهة عن قتالكم ولا يهون عليهم أيضا أن يقاتلوا قومهم معكم لا عليكم ولا لكم ، كجماعة خرجوا يوم بدر من بني هاشم مع المشركين وكرهوا القتال كعباس ونحوه قيل : معناه أن يقاتلوا قومهم أي : إذا أسلموا وقيل عطف على صفة قوم أي : إلا الذين يلجأون إلى قوم جاءوكم كافين عن القتال .

{ ولو شاء الله } تسليطهم { لسلّطهم عليكم فلقاتلوكم } أي : من لطفه بكم أن أذلهم عندكم وضيق صدورهم عن قتالكم فكفوا عنكم { فإن اعتزلوكم فلم يقاتلوكم وألقوا إليكم{[1082]} السَّلم } الصلح والانقياد { فما جعل الله لكم عليهم سبيلا } في أخذهم وقتلهم .


[1081]:وليس استثناء من قوله: (ولا تتخذوا منهم وليًّا) وإن كان أقرب لأن اتخاذ الولي منهم حرام بلا استثناء ما داموا في الكفر/12.
[1082]:لا يكفي كف الأيدي عن الأيدي في نفي التعرض بل لابد منه مع الصلح ونبذ العهد/12 منه.