تفسير ابن أبي زمنين - ابن أبي زمنين  
{يَـٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ ٱجۡتَنِبُواْ كَثِيرٗا مِّنَ ٱلظَّنِّ إِنَّ بَعۡضَ ٱلظَّنِّ إِثۡمٞۖ وَلَا تَجَسَّسُواْ وَلَا يَغۡتَب بَّعۡضُكُم بَعۡضًاۚ أَيُحِبُّ أَحَدُكُمۡ أَن يَأۡكُلَ لَحۡمَ أَخِيهِ مَيۡتٗا فَكَرِهۡتُمُوهُۚ وَٱتَّقُواْ ٱللَّهَۚ إِنَّ ٱللَّهَ تَوَّابٞ رَّحِيمٞ} (12)

{ يا أيها الذين آمنوا اجتنبوا كثيرا من الظن إن بعض الظن إثم } تفسير الحسن : إذا ظننت بأخيك المسلم ظنا حسنا ؛ فأنت مأجور ، وإذا ظننت به ظنا سيئا ؛ فأنت آثم { ولا تجسسوا } لا يتبع الرجل عورة أخيه المسلم .

يحيى : عن النضر بن بلال ، عن أبان بن أبي عياش ، عن أنس بن مالك ( أن رسول الله صلى الله عليه وسلم خرج يوما فنادى بصوت أسمع العواتق في الخدور : يا معشر من آمن بلسانه ولم يؤمن بقلبه ، ألا لا تؤذوا المؤمنين ولا تعيبوهم ولا تتبعوا عوراتهم ؛ فإنه من يتبع عورة أخيه المسلم يتبع الله عورته ؛ ومن يتبع الله عورته فضحه في بيته ) .

قوله : { ولا يغتب بعضكم بعضا أيحب أحدكم أن يأكل لحم أخيه ميتا فكرهتموه } قال الكلبي : إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لقوم اغتابوا رجلين : أيحب أحدكم أن يأكل لحم أخيه ميتا بعدما يموت ؟ ! فقالوا : لا والله يا رسول الله ، ما نستطيع أكله ولا نحبه . فقال رسول الله : فاكرهوا الغيبة " .

يحيى : عن عثمان ، عن نعيم بن عبد الله ، عن أبي هريرة قال : قال

رسول الله صلى الله عليه وسلم : " إذا ذكرت أخاك بما فيه فقد اغتبته ، وإذا ذكرته بما ليس فيه فقد بهته " {[1290]} .


[1290]:رواه أحمد في "المسند" (2/230، 384، 386، 458) ومسلم (2589)، والبخاري في "الأدب المفرد" (425)، وأبو داود (4841)، والترمذي (1934)، والنسائي في "الكبرى" (11518)، والدارمي في "سننه" (2714). عن أبي هريرة مرفوعا.