قوله :{ يا أيها الذين آمنوا اجتنبوا كثيرا من الظن } يقول : لا تحققوا الظن ، وذلك أن الرجل يسمع من أخيه كلاما لا يريد به سوء ، أو يدخل مدخلا لا يريد به سواء فيراه أخوه المسلم ، أو يسمعه فيظن به سواء ، فلا بأس ما لم يتكلم به ، فإن تكلم به أثم ، فذلك قوله :{ إن بعض الظن إثم } ثم قال :{ ولا تجسسوا } يعني لا يبحث الرجل عن عيب أخيه المسلم ، فإن ذلك معصية { ولا يغتب بعضكم بعضا } نزلت في فتير ، ويقال : فهير خادم النبي صلى الله عليه وسلم ، وذلك أنه قيل له : إنك وخيم ثقيل بخيل ، والغيبة أن يقول الرجل المسلم لأخيه ما فيه من العيب ، فإن قال ما ليس فيه فقد بهته .
ثم ضرب للغيبة مثلا ، فقال :{ أيحب أحدكم أن يأكل لحم أخيه ميتا فكرهتموه } يقول : إذا غاب عنك المسلم ، فهو حين تذكره بسوء بمنزلة الشيء الميت ، لأنه لا يسمع بعيبك إياه ، فكذلك الميت لا يسمع ما قلت له ، فذلك قوله :{ أيحب أحدكم أن يأكل لحم أخيه ميتا فكرهتموه } يعني كما كرهتم أكل لحم الميت ، فأكرهوا الغيبة لإخوانكم { واتقوا الله } في الغيبة فلا تغتابوا الناس { إن الله تواب } على من تاب { رحيم } آية بهم بعد التوبة ، والغيبة أن تقول لأخيك ما فيه من العيب ، فإن قلت ما ليس فيه فقد بهته ، وإن قلت ما بلغك فهذا الإفك .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.