تفسير ابن أبي زمنين - ابن أبي زمنين  
{فَدَلَّىٰهُمَا بِغُرُورٖۚ فَلَمَّا ذَاقَا ٱلشَّجَرَةَ بَدَتۡ لَهُمَا سَوۡءَٰتُهُمَا وَطَفِقَا يَخۡصِفَانِ عَلَيۡهِمَا مِن وَرَقِ ٱلۡجَنَّةِۖ وَنَادَىٰهُمَا رَبُّهُمَآ أَلَمۡ أَنۡهَكُمَا عَن تِلۡكُمَا ٱلشَّجَرَةِ وَأَقُل لَّكُمَآ إِنَّ ٱلشَّيۡطَٰنَ لَكُمَا عَدُوّٞ مُّبِينٞ} (22)

{ فدلاهما بغرور فلما ذاقا الشجرة بدت لهما سوءاتهما } قال محمد : قوله : { فدلاهما بغرور } المعني : دلاهما في المعصية ؛ بأن غرهما ، والسوءة : كناية عن الفرج { وطفقا } أي : جعلا { يخصفان عليهما من ورق الجنة } قال مجاهد : يعني : [ يرقعان ]{[350]} كهيئة الثوب{[351]} { وناداهما ربهما } الآية .

يحيى : عن سعيد ، عن قتادة ، عن الحسن ، عن أبي بن [ كعب ] قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " كان آدم رجلا طوالا ، كأنه نخلة سحوق كثير شعر الرأس ؛ فلما وقع بما وقع به ، بدت له عورته ، وكان لا يراها قبل ذلك ؛ فانطلق هاربا في الجنة ، فأخذت شجرة من شجر الجنة برأسه ؛ فقال لها : أرسليني ، فقالت : لست بمرسلتك ، فناداه ربه : يا آدم ، أمني تفر ؟ قال : يا رب إني أستحييك " {[352]} .


[350]:طمس في الأصل، وما أثبتناه من موضع التخريج
[351]:أخرجه الطبري في تفسيره (5/452) ح (14405).
[352]:أخرجه ابن أبي حاتم في تفسيره (6/1453) ح (8308) والحاكم في مستدركه (2/262) وقال: حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه.