ولما أخبر ببعض وسوسته لهما ، سبب عنها ترجمتها{[32069]} بأنها إهباط من أوج شرف إلى حضيض أذى وسرف فقال : { فدلاَّهما } أي أنزلهما عما كانا فيه من علو الطاعة مثل ما فعل بنفسه بالمعصية التي أوجبت له الهبوط من دار الكرامة{[32070]} { بغرور } أي بخداع وحيلة حتى نسى آدم عهد ربه ، وقوله { فلما ذاقا } مشيرا{[32071]} إلى الإسراع في الجزاء بالفاء والذوق الذي هو مبدأ الأكل { الشجرة } أي وجدا طعمها { بدت } أي ظهرت { لهما سوءاتهما } أي عوراتهما اللاتي يسوءهما ظهورها ، وتهافت عنهما لباسهما فأبصر كل واحد ما كان مستوراً عنه من عورة الآخر ، وذلك قصد الحسود فاستحييا عند ذلك { وطفقا } أي شرعا وأقبلا { يخصفان عليهما } أي يصلان بالخياطة { من ورق الجنة }{[32072]} ورقة إلى أخرى { وناداهما ربهما } أي المحسن إليهما بأمرهما ونهيهما ، ولم يفعلا شيئاً من ذلك إلا بمرأى منه ، فقال منكراً عليهما ما فعلا ومعاتباً : يا عبديَّ { ألم أنهكما } أي أجعل لكما نهاية فيما أذن لكما فيه متجاوزة { عن تلكما الشجرة } أي التي كان حقها البعد منها ، الموجبة للقربة{[32073]} من هذا الموضع الشريف إحساناً إليكما { وأقل لكما إن الشيطان } أي الذي تكبر{[32074]} عن السجود{[32075]} حسداً لك يا آدم ونفاسة عليك ، فاحترق بغضبي فطرد وأبعد عن رحمتي { لكما } أي لك ولزوجك ولكل من تفرع{[32076]} منكما ونسب إليكما { عدو مبين* } ظاهر العداوة يأتيكم من كل موضع يمكنه الإتيان منه مجاهرة ومساترة ومماكرة فهو مع{[32077]} ظهور عداوته دقيق المكر بما أقدرته عليه من إقامة الأسباب ، فإني أعطيته قوة على الكيد ، وأعطيتكم قوة على{[32078]} الكيد وأعطيتكم قوة على الخلاص وقلت لكم : تغالبوا فإن غلبتموه فأنتم من حزبي ، وإن غلبكم فأنتم من حزبه مع ما له إليكم من العداوة ، فالآية منبهة على أن من غوى فإنما هو تابع لأعدى أعدائه تارك لأولى أوليائه .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.