تفسير الأعقم - الأعقم  
{فَلَمَّا بَلَغَ مَعَهُ ٱلسَّعۡيَ قَالَ يَٰبُنَيَّ إِنِّيٓ أَرَىٰ فِي ٱلۡمَنَامِ أَنِّيٓ أَذۡبَحُكَ فَٱنظُرۡ مَاذَا تَرَىٰۚ قَالَ يَـٰٓأَبَتِ ٱفۡعَلۡ مَا تُؤۡمَرُۖ سَتَجِدُنِيٓ إِن شَآءَ ٱللَّهُ مِنَ ٱلصَّـٰبِرِينَ} (102)

{ فلما بلغ معه السعي } أي اتخذ الذي يقدر معه على السعي ، وقيل : السعي في طاعة الله ، وقيل : بلغ مبالغ الرجال ، وقيل : كان ثلاث عشرة سنة { قال يا بني إني أرى في المنام أني أذبحك } اختلفوا في الذبيح قيل : هو اسحاق ويدل عليه كتاب يعقوب إلى يوسف بن يعقوب اسرائيل الله ابن اسحاق ذبيح الله ابن ابراهيم خليل الله ، وقيل : هو اسماعيل عن ابن عباس ، قال القاضي : وهو الصحيح لأنه قال بعد قصة الذبح وبشرناه بإسحاق ، وقد دل عليه قوله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : " أنا ابن الذبيحين " قيل : رأى ليلة التروية كأن قائلاً يقول له : إن الله يأمرك بذبح ولدك هذا ، فلما أصبح تروّى في ذلك من الصباح إلى الرواح أمن الله هذا الحلم أم من الشيطان ؟ فسمي يوم التّروية فلما أمسى رأى مثل ذلك ، فعرف أنه من الله ، ثم سمي يوم عرفة ، ثم رأى مثل ذلك في الليلة الثالثة فسمي يوم النحر وروي أن الملائكة حين بشرته قال : هو إذن ذبيح الله ، فلما ولد وبلغ معه حدّ السعي قيل له : أوف بنذرك ، وقوله : { فانظر ماذا ترى } من الرأي على وجه المشاورة { قال يا أبت افعل ما تؤمر ستجدني إن شاء الله من الصابرين } ، وقيل : إنه رأى قائلاً يقول له : اذبح ابنك ، ورؤيا الأنبياء وحيٌ كاليقظة