التسهيل لعلوم التنزيل، لابن جزي - ابن جزي  
{فَلَمَّا بَلَغَ مَعَهُ ٱلسَّعۡيَ قَالَ يَٰبُنَيَّ إِنِّيٓ أَرَىٰ فِي ٱلۡمَنَامِ أَنِّيٓ أَذۡبَحُكَ فَٱنظُرۡ مَاذَا تَرَىٰۚ قَالَ يَـٰٓأَبَتِ ٱفۡعَلۡ مَا تُؤۡمَرُۖ سَتَجِدُنِيٓ إِن شَآءَ ٱللَّهُ مِنَ ٱلصَّـٰبِرِينَ} (102)

{ فلما بلغ معه السعي } يريد بالسعي هنا العمل والعبادة ، وقيل : المشي وكان حينئذ ابن ثلاثة عشر سنة .

{ قال يا بني إني أرى في المنام أني أذبحك } يحتمل أن يكون رأى في المنام الذبح وهو الفعل أو أمر في المنام أنه يذبحه والأول : أظهر في اللفظ هنا ، والثاني : أظهر في قوله : { افعل ما تؤمر } ورؤيا الأنبياء حق فوجب عليه الامتثال على الوجهين . { فانظر ماذا ترى } إن قيل : لم شاوره في أمر هو حتم من الله ؟ فالجواب : أنه لم يشاوره ليرجع إلى رأيه ولكن ليعلم ما عنده فيثبت قلبه ويوطن نفسه على الصبر فأجابه بأحسن جواب .