معاني القرآن للفراء - الفراء  
{فَلَمَّا بَلَغَ مَعَهُ ٱلسَّعۡيَ قَالَ يَٰبُنَيَّ إِنِّيٓ أَرَىٰ فِي ٱلۡمَنَامِ أَنِّيٓ أَذۡبَحُكَ فَٱنظُرۡ مَاذَا تَرَىٰۚ قَالَ يَـٰٓأَبَتِ ٱفۡعَلۡ مَا تُؤۡمَرُۖ سَتَجِدُنِيٓ إِن شَآءَ ٱللَّهُ مِنَ ٱلصَّـٰبِرِينَ} (102)

وقوله : { فَلَما بَلَغَ مَعَهُ السَّعْيَ102 } يقول : أطاق أن يعينه على عمله وَسَعْيه . وكان إسْماعيل يومئذٍ ابن ثلاث عشرة { فَانظُرْ ماذَا تَرَى } وتُقرأ { تُرِي } حَدّثنا أبو العبّاس قال حدَّثنا محمد قال حدثنا الفراء قال حَدَّثني هْشَيم عن مُغيرة عن إبراهيم أنه قرأ ( فَانْظُرْ ماذَا تُرِى ) قال الفراء : وحدَّثني حفص بن غِيَاث عن الأعمش عن عمارة بن عمير عن الأسود أنه قرَأها ( تَرَى ) وأنّ يحيى بن وثّابٍ قرأها ( تُرِى ) وقد رُفع ( تُرِى ) إلى عبد الله بنْ مَسعود قال الفراء ، وحدثني قيس عن مغيرة عن إبراهيم قال ( فانْظُرْ ماذا تُرِى ) : تشير ، وَ { ماذَا تَرَى } : تَأمر قال أبو زكريا : وأرى - والله أعْلم - أنه لم يستَشرهُ في أمر الله ، وَلكنه قَالَ : فانظر ما ترِيني من صبرك أو جَزعك ، فقال{ سَتَجِدُنِي إِن شَاء اللَّهُ مِنَ الصَّابِرِينَ } وقد يكون أنْ يطلع ابنَه على ما أمر به لينظر ما رأيه وهو ماضٍ على ما أُمر به .