{ فَلَمَّا بَلَغَ مَعَهُ السعى } بلغ أن يسعى مع أبيه في أشغاله وحوائجه . و { مَعَهُ } لا يتعلق ب { بَلَغَ } لاقتضائه بلوغهما معاً حد السعي ، ولا ب { السعى } لأن صلة المصدر لا تتقدم عليه ، فبقي أن يكون بياناً كأنه لما قال : { فَلَمَّا بَلَغَ السعى } أي الحد الذي يقدر فيه على السعي قيل : مع من ؟ قال : مع أبيه وكان إذ ذاك ابن ثلاث عشرة سنة { قَالَ يابنى } حفص والباقون بكسر الياء { إِنّى أرى فِى المنام أَنِّى أَذْبَحُكَ } وبفتح الياء فيهما : حجازي وأبو عمرو . قيل له في المنام : اذبح ابنك ورؤيا الأنبياء وحي كالوحي في اليقظة . وإنما لم يقل رأيت لأنه رأى مرة بعد مرة فقد قيل : رأى ليلة التروية كأن قائلاً يقول له : إن الله يأمرك بذبح ابنك هذا .
فلما أصبح روّى في ذلك من الصباح إلى الرواح أمن الله هذا الحلم أم من الشيطان فمن ثَمَّ سمي يوم الترويه . فلما أمسى رأى مثل ذلك فعرف أنه من الله فمن ثَمَّ سُمي يوم عرفة . ثم رأى مثل ذلك في الليلة الثالثة فهم بنحره فسمى اليوم يوم النحر { فانظر مَاذَا ترى } من الرأي على وجه المشاورة لا من رؤية العين ، ولم يشاوره ليرجع إلى رأيه ومشورته ولكن ليعلم أيجزع أم يصبر . { تُرِى } علي وحمزة أي ماذا تصبر من رأيك وتبديه { قَالَ ياأبت افعل مَا تُؤمَرُ } أي ما تؤمر به وقرىء به { سَتَجِدُنِى إِن شَآءَ الله مِنَ الصابرين } على الذبح . رُوي أن الذبيح قال لأبيه : يا أبت خذ بناصيتي واجلس بين كتفي حتى لا أوذيك إذا أصابتني الشفرة ، ولا تذبحني وأنت تنظر في وجهي عسى أن ترحمني ، واجعل وجهي إلى الأرض . ويُروى اذبحني وأنا ساجد واقرأ على أمي السلام ، وإن رأيت أن ترد قميصي على أمي فافعل فإنه عسى أن يكون أسهل لها .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.