تفسير الأعقم - الأعقم  
{وَمَا جَعَلۡنَآ أَصۡحَٰبَ ٱلنَّارِ إِلَّا مَلَـٰٓئِكَةٗۖ وَمَا جَعَلۡنَا عِدَّتَهُمۡ إِلَّا فِتۡنَةٗ لِّلَّذِينَ كَفَرُواْ لِيَسۡتَيۡقِنَ ٱلَّذِينَ أُوتُواْ ٱلۡكِتَٰبَ وَيَزۡدَادَ ٱلَّذِينَ ءَامَنُوٓاْ إِيمَٰنٗا وَلَا يَرۡتَابَ ٱلَّذِينَ أُوتُواْ ٱلۡكِتَٰبَ وَٱلۡمُؤۡمِنُونَ وَلِيَقُولَ ٱلَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٞ وَٱلۡكَٰفِرُونَ مَاذَآ أَرَادَ ٱللَّهُ بِهَٰذَا مَثَلٗاۚ كَذَٰلِكَ يُضِلُّ ٱللَّهُ مَن يَشَآءُ وَيَهۡدِي مَن يَشَآءُۚ وَمَا يَعۡلَمُ جُنُودَ رَبِّكَ إِلَّا هُوَۚ وَمَا هِيَ إِلَّا ذِكۡرَىٰ لِلۡبَشَرِ} (31)

قوله تعالى : { عليها تسعة عشر } قال أبو جهل لقريش : ثكلتكم أمهاتكم ان ابن أبي كبشة يخبركم أن خزنة النار تسعة عشر وأنتم الدهم ؟ أيعجز عشرة منكم أن يبطش بواحد من خزنة جهنم ؟ فقال أبو الأسود : أنا أكفيكم سبعة عشر وأكفوا في اثنين ، فأنزل الله تعالى : { وما جعلنا أصحاب النار إلا ملائكة } وقوله : { عليها تسعة عشر } صنفاً ، وقيل : نقباء ولهم أعوان ، وقيل : تسعة عشر جنساً ولهم أعوان

{ وما جعلنا عدتهم إلاَّ فتنة للذين كفروا } ليعلموا أنه قادر على تقويتهم وأنهم يقومون مقام العدد الكثير { ليستيقن الذين أوتوا الكتاب } من اليهود والنصارى أنه الحق لموافقة خبرهم لما في كتبهم ، وقيل : في التوراة والإِنجيل تسعة عشر { ويزداد الذين آمنوا إيماناً } قيل : ليظهروا إيمانهم بهذا أيضاً ، وقيل : أنه يخبرهم بما لا يعلمه إلا الله فيعلموا أنه معجز وأنه كلام الله سبحانه { ولا يرتاب } لا يشك { الذين أوتوا الكتاب والمؤمنون } في أنه الحق { وليقول الذين في قلوبهم مرض } نفاق { والكافرون ماذا أراد الله بهذا مثلاً } يعني هذا العدد وما يعني يزدادوا شكاً كما يزداد الذين آمنوا إيماناً { كذلك يضل الله من يشاء ويهدي من يشاء } قيل : يضل عن طريق الجنة والثواب من يشاء ويهدي اليه من يشاء ، وقيل : يحكم بضلال من يشاء على حسب ما يوجد منهم { وما يعلم جنود ربك إلاَّ هو } أي لا يعلم جنسهم وعددهم إلا هو ، قيل : هو من كثرهم { وما هي } قيل : الموصوفة بهذه الصفات ، وقيل : هي سقر وقد تقدم ذكرها ، وقيل : الآيات والمواعظ { إلا ذكرى للبشر } أي عظة يذكرون .