ثم حقق ذلك بقوله { وَلَقَدْ كَتَبْنَا فِي الزبور } قرأ حمزة بضم الزاي ، والباقون بفتحها{[29879]} بمعنى المزبور{[29880]} كالمحلوب والمركوب{[29881]} ، يقال : زبرت الكتاب أي : كتبته{[29882]} . والزُّبور بضم الزاي جمع زِبْرَة كقِشرة وقُشُور{[29883]} . ومعنى القراءتين واحد ، لأنّ الزبور هو الكتاب .
قال سعيد بن{[29884]} جبير ومجاهد والكلبي ومقاتل : «الزَّبُور » جميع الكتب المنزلة ، و «الذِّكْر » أم الكتاب الذي عنده ، والمعنى من بعد ما كتب ذكره في اللوح المحفوظ . وقال ابن عباس والضحاك : الزبور : التوراة ، والذكر : الكتب المنزلة من بعد التوراة . وقال قتادة والشعبي : الزبور والذكر : التوراة . وقيل : الزبور : زبور داود ، والذكر{[29885]} : القرآن ، و «بَعْدِ » بمعنى قبل{[29886]} كقوله : { وَكَانَ وَرَآءَهُم مَّلِكٌ يَأْخُذُ }{[29887]} أي{[29888]} : أمامهم . { والأرض بَعْدَ ذَلِكَ دَحَاهَا }{[29889]} أي : قبله{[29890]} . وقيل : الزبور : زبور داود ، والذكر هو ما روي أنه -عليه السلام{[29891]}- قال : «كان الله ولم يكن معه شيء ثم خلق الذكر »{[29892]} قوله : { مِن بَعْدِ الذكر } يجوز أن يتعلق ب " كتبنا " {[29893]} ، ويجوز أن يتعلق بنفس «الزَّبُور » لأنه بمعنى المزبور ، أي : المكتوب ، أي : المزبور من بعد{[29894]} . ومفعول «كَتَبْنَا » «أنَّ » وما في حيزها ، أي : كتبنا وراثة الصالحين للأرض ، أي : حكمنا به{[29895]} قوله : «أنَّ الأَرْضَ » يعني{[29896]} أرض الجنة { يَرِثُهَا عِبَادِيَ الصالحون } قال مجاهد : يعني أمة محمد - صلى الله عليه وسلم - ويدل عليه قوله تعالى : { وَقَالُواْ الحمد للَّهِ الذي صَدَقَنَا وَعْدَهُ وَأَوْرَثَنَا الأرض }{[29897]} وقال ابن عباس : أراد أراضي الكفار يفتحها المسلمون ، وهذا حكم من الله تعالى بإظهار الدين وإعزاز المسلمين .
وقيل : أراد{[29898]} الأرض المقدسة{[29899]} يرثها الصالحون لقوله تعالى : { وَأَوْرَثْنَا القوم الذين كَانُواْ يُسْتَضْعَفُونَ مَشَارِقَ الأرض وَمَغَارِبَهَا التي بَارَكْنَا فِيهَا }{[29900]}
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.