اللباب في علوم الكتاب لابن عادل - ابن عادل  
{لَا يَحۡزُنُهُمُ ٱلۡفَزَعُ ٱلۡأَكۡبَرُ وَتَتَلَقَّىٰهُمُ ٱلۡمَلَـٰٓئِكَةُ هَٰذَا يَوۡمُكُمُ ٱلَّذِي كُنتُمۡ تُوعَدُونَ} (103)

{ لاَ يَحْزُنُهُمُ الفزع الأكبر } النفخة الأخيرة لقوله تعالى : { وَيَوْمَ يُنفَخُ{[29799]} فِي الصور فَفَزِعَ مَن فِي السماوات وَمَن فِي الأرض }{[29800]} . وقال الحسن : حين يؤمر بالعبد إلى النار . وقال ابن جريج : حين يذبح الموت وينادي يا أهل الجنة خلود فلا موت . وقال سعيد بن جبير والضحاك : هو أن تطبق جهنم ، وذلك بعد أن يخرج الله منها من يريد أن يخرجه .

{ وَتَتَلَقَّاهُمُ الملائكة } . أي : تستقبلهم الملائكة على أبواب الجنة يقولون { هذا يَوْمُكُمُ الذي كُنتُمْ تُوعَدُونَ }{[29801]} . فإن قيل : أي : بشارة في أنهم لا يسمعون حسيسها ؟

فالجواب : المراد منه تأكيد بعدهم عنها ، لأن من قرب منها قد يسمع حسيسها{[29802]} فإن قيل : أليس أهل الجنة يرون أهل النار ، فكيف لا يسمعون حسيس النار ؟ فالجواب : إذا حملناه على التأكيد زال هذا السؤال{[29803]} .


[29799]:في النسختين: نفخ. وهو تحريف.
[29800]:النمل: 87]. انظر الكشاف 3/22، الفخر الرازي 22/227.
[29801]:آخر ما نقله هنا عن البغوي 5/538-539.
[29802]:انظر الفخر الرازي 22/227.
[29803]:المرجع السابق.