قوله : { قل رب احكم } قرأ حفص عن عاصم { قَالَ رَبِّ } خبراً عن الرسول -عليه السلام-{[29985]} والباقون : «قُلْ » على الأمر{[29986]} . وقرأ العامة بكسر الباء اجتزاءً بالكسرة عن ياء الإضافة وهي الفصحى{[29987]} . وقرأ أبو جعفر بضم الباء ، فقال صاحب اجتزاءً بالكسرة عن ياء الإضافة وهي الفصحى . وقرأ بضم الباء{[29988]} ، فقال صاحب اللوامح : إنه منادى مفرد ، ثم قال : وحذف حرف النداء فيما يكون وصفاً ل ( أيّ ) بعيد بابه الشعر{[29989]} . قال شهاب الدين : وليس هذا من المنادى المفرد ، بل نصّ بعضهم على أن بعض اللغات الجائزة في المضاف إلى ياء المتكلم حال ندائه{[29990]} . وقرأ العامة «احْكُمْ » على صورة الأمر .
وقرأ ابن عباس وعكرمة وابن يعمر «رَبِّي » بسكون الياء «أَحْكَمَ » أفعل تفضيل ، فهما مبتدأ وخبر{[29991]} . وقرئ " أحكم " بفتح الميم كأكرم على أنه فعل ماض في محل خبر أيضاً ل «رَبِّي »{[29992]} وقرأ العامة «تَصِفُونَ » بالخطاب{[29993]} .
وقرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم على أبيّ -رضي الله عنه- «يَصفُون » بالياء من تحت وهي مروية أيضاً عن عاصم وابن عامر{[29994]} ، والغيبة والخطاب واضحان .
المعنى : رب اقض بيني وبين قومي بالحق أي : بالعذاب ، والحق ههنا العذاب ، نظيره : { رَبَّنَا افتح بَيْنَنَا وَبَيْنَ قَوْمِنَا بالحق }{[29995]} فلا جرم حكم الله تعالى عليهم بالقتل يوم بدر{[29996]} . وقال أهل المعاني : رب احكم بحكمك الحق فحذف الحكم وأقيم الحق مقامه{[29997]} . والله يحكم بالحق طلب أو لم يطلب ، ومعنى الطلب : ظهور الرغبة من الطالب للحق{[29998]} . وقيل : المعنى : افصل بيني وبينهم بما يظهر الحق للجميع ، وهو أن تنصرني عليهم{[29999]} . { وَرَبُّنَا الرحمن المستعان على مَا تَصِفُونَ } من الكذب والباطل . وقيل : كانوا يطمعون أن يكون لهم الشوكة والغلبة ، فكذب الله ظنونهم ، وخيب آمالهم ، ونصر رسوله والمؤمنين{[30000]} .
روي عن أُبيّ بن كعب قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : «من قرأ سورة { اقترب لِلنَّاسِ حِسَابُهُمْ } حاسبه الله حساباً يسيراً وصافحه وسلم عليه كل نبي ذكر اسمه في القرآن »{[1]} .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.