اللباب في علوم الكتاب لابن عادل - ابن عادل  
{وَإِنَّكَ لَتُلَقَّى ٱلۡقُرۡءَانَ مِن لَّدُنۡ حَكِيمٍ عَلِيمٍ} (6)

قوله{[38224]} : «وَإِنَّكَ لَتُلَقَّى »{[38225]} : ( لقي ) مخفَّفاً يتعدى لواحد ، وبالتضعيف يتعدى لاثنين ، فأقيم أولهما هنا مقام الفاعل ، والثاني «القرآن »{[38226]} ، وقول من قال : إنَّ أصله ( تُلَقَّن ) بالنون تفسير معنى{[38227]} ، فلا يتعلّق به متعلق بأن{[38228]} النون أبدلت حرف عِلَّة .

فصل :

المعنى لتؤتاه{[38229]} وتلقنه من عند أي حكيم وأي عليم ، وهذا معنى مجيئهما منكرتين ، وهذه الآية تمهيد لما يريد أن يسوق بعدها من القصص كأنه قال على أثر ذلك : خذ من آثار حكمته وعلمه قصة موسى ، فإن قيل : الحكمة إما أن تكون نفس العلم ، وإما أن يكون العلم داخلاً فيها ، فبعد ذكر الحكمة لم ذكر العلم ؟ .

فالجواب : أن الحكمة هي العلم بالأمور العملية{[38230]} فقط ، والعلم أعم منه ؛ لأن{[38231]} العلم قد يكون عملياً وقد يكون نظرياً ، والعلوم النظرية أشرف من العلوم العملية{[38232]} ، فذكر الحكمة على العموم ثم ذكر العليم وهو البالغ{[38233]} في كمال العلم ، وكمال العلم من جهات ثلاثة{[38234]} : وحدتها ، وعموم تعلقها بكل المعلومات ، وبقاؤها مصونة عن كل التغيرات وما حصلت هذه الكمالات الثلاثة إلا في علمه ( سبحانه{[38235]} ){[38236]} .


[38224]:قوله: سقط من الأصل.
[38225]:في ب: وإنك لتلقى القرآن.
[38226]:انظر البحر المحيط 7/54.
[38227]:قال الزمخشري: ("لتلقى القرآن" لتؤتاه وتلقنه) الكشاف 3/133.
[38228]:أن: سقط من الأصل.
[38229]:من هنا نقله ابن عادل عن الفخر الرازي 24/180-181.
[38230]:في ب: العلمية. وهو تحريف.
[38231]:لأن: مكرر في ب.
[38232]:في ب: العلمية. وهو تحريف.
[38233]:في ب: المبالغ. وهو تحريف.
[38234]:في ب: ثلاث.
[38235]:في ب: ثلاث.
[38236]:آخر ما نقله هنا عن الفخر الرازي 24/180-181.