قوله : { قُرَّةُ عَيْنٍ لِي وَلَكَ } فيه وجهان :
أظهرهما : أنه خبر مبتدأ مضمر ، أي : هُو قُرَّة عينٍ .
الثاني - وهو بعيد جداً - أن يكون مبتدأ والخبر «لاَ تَقْتُلُوهُ »{[39725]} . وكان هذا{[39726]} القائل حقه أن لا{[39727]} يُذكِّر ، فيقول : «لاَ تَقْتُلُوها » ، إلا أنه لما كان المراد مذكراً ساغ ذلك ، والعامة من القراء والمفسرين وأهل العلم يقفون على «ولَكَ »{[39728]} . ونقل ابن الأنباري بسنده إلى ابن عباس عنه أنه وقف على «لاَ » أي : هو «قُرَّةُ عَيْنٍ لِي » فقط ، «وَلَكَ لاَ » ، أي : ليس هو لك قرة عين ، ثم يبتدئ بقوله «تَقْتُلُوه » ، وهذا لا ينبغي أن يصحَّ عنه ، وكيف يبقى «تَقْتُلُوه » من غير نون رفع ، ولا مُقْتَضى لحذفها ؟ ولذلك{[39729]} قال الفراء : هو لحن{[39730]} .
قوله : { عسى أَن يَنْفَعَنَا أَوْ نَتَّخِذَهُ وَلَداً } . كانت لا تلد ، فاستوهبت موسى من فرعون ، فوهبه لها{[39731]} ، وقال{[39732]} فرعون : أَمَّا أنا فلا حاجة لي به{[39733]} ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم «لو قال يومئذ قرة عين لي كما هو لَكِ ، لهداه الله كما هداها »{[39734]} وقال{[39735]} لآسية سميه ، قالت{[39736]} : سميته موسى لأنا وجدناه في الماء والشجر ، ( فَمُو هو الماء ، و ( شا ) هو البحر ، فذلك قوله : { فالتقطه آلُ فِرْعَوْنَ } . والالتقاط : هو وجود الشيء ){[39737]} {[39738]} .
قوله : { وَهُمْ لاَ يَشْعُرُونَ } جملة حالية{[39739]} ، وهل هي من كلام الباري تعالى{[39740]} وهو الظاهر ، أو من كلام امرأة فرعون ؟ كأنها لما رأت ملأه أشاروا بقتله ، قالت له كذا ؛ أي : افعل أنت ما أقول لك وقومك لا يشعرون أنا التقطناه - قاله الكلبي{[39741]} ، وجعل الزمخشري الجملة من قوله : { وَقَالَتِ امرأة فِرْعَوْنَ } معطوفة على «فَالتَقَطَهُ » والجملة من قوله : { إِنَّ فِرْعَوْنَ وَهَامَانَ } إلى «خَاطِئِينَ » مُعترضة{[39742]} بين المتعاطفين ، وجعل متعلق الشعور من جنس الجملة المعترضة أي : لا يشعرون أنهم على خطأ في التقاطه ، أو أن هلاكهم على يديه{[39743]} ، قال أبو حيان : ومتى أمكن حَمْلُ الكلام على ظاهره من غير فصل كان أحسن{[39744]} .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.