اللباب في علوم الكتاب لابن عادل - ابن عادل  
{فَلَمَّآ ءَاسَفُونَا ٱنتَقَمۡنَا مِنۡهُمۡ فَأَغۡرَقۡنَٰهُمۡ أَجۡمَعِينَ} (55)

قول : { فَلَمَّآ آسَفُونَا } أغضبونا حُكي أن ابن جُرَيْج غضب في شيء فقيل له : أتغضب يا أبا خالد ؟ فقال فقد غضب الذين خلق الأحلام إن الله تعالى يقول : { فَلَمَّآ آسَفُونَا } أي أغضبونا { انتقمنا منهم فأغرقناهم أجمعين }{[49970]} واعلم أن ذكر لفظ الأسف في حق الله تعالى ، وذكر لفظ الانتقام كل واجد منهما من المتشابهات التي يجب تأويلها فمعنى الغضب في حق الله تعالى إرادة الغضب ومعنى الانتقام أرادة العقاب بجُرم سابق{[49971]} .

وآسَفُونَا منقول بهمزةِ التعديةِ من أَسِفَ بمعنى غضب ، والمعنى : أغضبونا بمخالفتهم أمْرَنَا . وقال بعض المفسرين معناه{[49972]} : «أَحْزَنُوا أَوْلِيَاءَنَا » .


[49970]:القرطبي 16/101.
[49971]:السابق.
[49972]:نقل هذين الوجهين أبو حيان في البحر المحيط 8/23 والسمين في الدر المصون 4/794.