اللباب في علوم الكتاب لابن عادل - ابن عادل  
{ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ وَصَدُّواْ عَن سَبِيلِ ٱللَّهِ أَضَلَّ أَعۡمَٰلَهُمۡ} (1)

مقدمة السورة:

مدنية{[1]} . وهي ثمان وثلاثون{[2]} آية ، وخمسمائة وتسع وثلاثون كلمة ، وألفان وثلاثمائة وتسعة وأربعون حرفا .

وقوله تعالى : { الذين كَفَرُواْ وَصَدُّواْ عَن سَبِيلِ الله . . . } أول هذه السورة مناسب لآخر السورة المتقدمة . والمراد بالذين كفروا قيل : هم الذين كانوا يطعمون الجيش يوم بدر ، منهم أبو جهل والحارث بن هشام ، وعبتة وشيبة ابنا ربيعة وغيرهم{[51184]} . وقيل : كفار قريش . وقيل : أهل الكتاب . وقيل : كل كافر{[51185]} . ومعنى صَدِّهِمْ عن سبيل الله ، قيل : صدوا أنفسهم عن السَّبيل ، ومنعوا عقولهم من اتِّباع الدليل . وقيل : صدوا غيرهم وَمَنَعُوهُم{[51186]} .

قوله : { الذين كَفَرُواْ } يجوز فيه الرفع على الابتداء والخبر الجملة من قوله : { أضل أَعْمَالَهُمْ } ويجوز نصبه على الاشتغال بفعل مقدر يفسره «أضل » من حيث المعنى{[51187]} ، أي خَيَّبَ الَّذينَ كَفَرُوا .

قوله : { أَعْمَالَهُمْ } أي أبطلها فلم يقبلها وأراد بالأعمال ما فعلوا من إطعام الطعام ، وصلةِ الأرحام قال الضحاك : أبطل كيدهم ومكرهم بالنبيِّ صلى الله عليه وسلم وجعل الدائرة عليهم{[51188]} .


[1]:في النسختين تقدم. وندم تصحيح من الرازي. وانظر تصحيح ذلك وغيره في تفسير الإمام 28/117.
[2]:ذكره السيوطي في "الدر المنثور" (6/605) وعزاه إلى عبد بن حميد وابن أبي حاتم.
[51184]:ونسب هذا لابن عباس.
[51185]:الرازي 28/36.
[51186]:المرجع السابق أيضا.
[51187]:التبيان 116.
[51188]:القرطبي 16/224.