اللباب في علوم الكتاب لابن عادل - ابن عادل  
{وَمِن كُلِّ شَيۡءٍ خَلَقۡنَا زَوۡجَيۡنِ لَعَلَّكُمۡ تَذَكَّرُونَ} (49)

قوله تعالى : { وَمِن كُلِّ شَيْءٍ } يجوز أن يتعلق «بخَلَقْنَا » أي خلقنا من كل شيء زَوْجَيْن ، وأن يتعلق بمحذوف على أنه حال من : «زَوْجَيْنِ » لأنه في الأصل صفة له ، إذْ التقدير خَلَقْنَا زَوْجَيْنَ كَائِنَيْن مِنْ كلِّ شيء{[52989]} . والأول أقوى في المعنى .

فصل

المعنى «خلقنا زوجين » صِنْفَيْن ونوعين مختلفين ، كالسَّمَاءِ والأرض ، والشَّمس والقمر ، والليل والنهار ، والبَرّ والبحر ، والسَّهْل والجبل ، والشتاء والصَّيْف ، والجنّ والإنس ، والذَّكَر والأنثى ، والنور والظُّلْمَة ، والإيمان والكفر ، والسعادة ( والشقاوة ){[52990]} والحق والباطل ، والحُلْو والمُرّ «لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ » فتعلمون أنّ خالق الأزواج واحد لا شريك له ، لا يعجز عن حشر الأجْساد وجَمْع الأرواح .


[52989]:بتوضيح من التبيان 1182.
[52990]:سقط من ب.