تفسير العز بن عبد السلام - العز بن عبد السلام  
{قِيلَ لَهَا ٱدۡخُلِي ٱلصَّرۡحَۖ فَلَمَّا رَأَتۡهُ حَسِبَتۡهُ لُجَّةٗ وَكَشَفَتۡ عَن سَاقَيۡهَاۚ قَالَ إِنَّهُۥ صَرۡحٞ مُّمَرَّدٞ مِّن قَوَارِيرَۗ قَالَتۡ رَبِّ إِنِّي ظَلَمۡتُ نَفۡسِي وَأَسۡلَمۡتُ مَعَ سُلَيۡمَٰنَ لِلَّهِ رَبِّ ٱلۡعَٰلَمِينَ} (44)

{ الصَّرْحَ } بركة بنيت من قوارير ، أو صحن الدار ، وصرحة الدار وساحتها وباحتها وقاعتها كلها واحد من التصريح وهو الإظهار ، أو القصر . { حَسِبَتْهُ لُجّة } لأنه أمر الجن أن يبنوه من قوارير في ماء فبنوه وجعلوا حوله أمثال السمك فأمرها بالدخول إليه لأنها وصفت له فأحب أن يراها وكانت هلباء الشعر وقدماها كحافر حمار وأمها جنية وخافت الجن إن تزوجها أن تطلعه على أشياء كانت الجن تخفيها ويبعد أن يتولد بين الإنس والجن ولد لأن الجن لطيف والإنس كثيف . { وكشفت عن ساقيها } فرآهما شعراوين فصنعت له الجن النورة وقصد بدخولها الصرح . وكشف ساقيها اختبار عقلها ، أو أخبر أن ساقيها ساقاً حمار فأراد أن يعلم ذلك ، أو أراد تزوجها فأحب مشاهدتها . { مُمَرَّد } مملس ، أو واسع في طوله وعرضه . { ظلمتُ نفسي } بالشرك ، أو ظنت أن سليمان أراد تغريقها لما أمرها بدخول الصرح فلما بان أنه صرح علمت أنها ظلمت نفسها بذلك الظن ، قاله سفيان . { وأسلمتُ } استسلمت طاعة لله قبل تزوجها سليمان عليه الصلاة والسلام ، واتخذ لها بالشام حماماً و نورة ، وكان أول من اتخذ ذلك .