تفسير العز بن عبد السلام - العز بن عبد السلام  
{يَـٰٓأَهۡلَ ٱلۡكِتَٰبِ لَا تَغۡلُواْ فِي دِينِكُمۡ وَلَا تَقُولُواْ عَلَى ٱللَّهِ إِلَّا ٱلۡحَقَّۚ إِنَّمَا ٱلۡمَسِيحُ عِيسَى ٱبۡنُ مَرۡيَمَ رَسُولُ ٱللَّهِ وَكَلِمَتُهُۥٓ أَلۡقَىٰهَآ إِلَىٰ مَرۡيَمَ وَرُوحٞ مِّنۡهُۖ فَـَٔامِنُواْ بِٱللَّهِ وَرُسُلِهِۦۖ وَلَا تَقُولُواْ ثَلَٰثَةٌۚ ٱنتَهُواْ خَيۡرٗا لَّكُمۡۚ إِنَّمَا ٱللَّهُ إِلَٰهٞ وَٰحِدٞۖ سُبۡحَٰنَهُۥٓ أَن يَكُونَ لَهُۥ وَلَدٞۘ لَّهُۥ مَا فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَمَا فِي ٱلۡأَرۡضِۗ وَكَفَىٰ بِٱللَّهِ وَكِيلٗا} (171)

{ لا تَغْلوا } لليهود ، أو لليهود والنصارى غلوا في المسيح ، فقالت النصارى هو الرب ، وقالت اليهود لغير رِشدة ، والغلو : مجاوزة الحد ، غلا السعر : جاوز الحد في الزيادة ، وغلا في الدين : أفرط في مجاوزة الحق . { إلا الحق } لا تقولوا المسيح إله ولا لغير رشدة . { وكلمته } ، لأن الله -تعالى- كلمه حين قال له : ( كن ) ، أو لأنه بشارة بشر الله بها ، أو لأنه يُهتدي به كما يُهتدى بكلام الله . { ورُوح منه } أضافه إليه تشريفا ، أو لأن الناس يحيون به كما يحيون بالأرواح ، أو لأن جبريل - عليه السلام - نفخ فيه الروح بإذن الله -تعالى- والنفخ في اللغة : يسمى روحا . { ثلاثة } أب وابن وروح القدس ، أو قول من قال : آلهتنا ثلاثة .