قوله تعالى : { يَاأَهْلَ الكِتَابِ لاَ تَغْلُوا فِي دِينِكُمْ } فيه قولان :
أحدهما : أنه خطاب للنصارى خاصة .
والثاني : أنه{[754]} خطاب لليهود والنصارى ، لأن الفريقين غلوا في المسيح ، فقالت النصارى : هو الرب ، وقالت{[755]} اليهود : هو لغير رشدة ، وهذا{[756]} قول الحسن .
والغلو : مجاوزة الحد ، ومنه غلاء السعر ، إذا جاوز الحد في الزيادة ، وغلا في الدين ، إذا فرط في مجاوزة الحق .
{ وَلاَ تَقُولُوا عَلَى اللهِ إِلاَّ الحَقَّ } يعني في غلوهم في المسيح .
{ إِنَّمَا المَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ رَسُولُ اللهِ } رداً على مَن جعله إلهاً ، أو لغير رشدة [ أو ] ساحراً .
{ وَكَلِمَتُهُ أَلْقَاهَآ إِلَى مَرْيَمَ } في كلمته ثلاثة أقاويل :
أحدها : لأن الله كَلَّمَه حين قال له كن ، وهذا قول الحسن ، وقتادة .
الثاني : لأنه بشارة الله التي بشر بها ، فصار بذلك كلمة الله .
والثالث : لأنه يهتدى به كما يُهْتَدَى بكلام الله .
{ وَرُوحٌ منْهُ } فيه ثلاثة أقاويل :
أحدها : سُمِّي بذلك لأنه رُوح من الأرواح ، وأضافه الله إلى نفسه تشريفاً{[757]} له .
والثاني : أنه سُمِّي روحاً ؛ لأنه يحيا به الناس كما يُحْيَون بالأرواح .
والثالث : أنه سُمِّي بذلك لنفخ جبريل عليه السلام ، لأنه كان ينفخ فيه الروح بإذن الله ، والنفخ يُسَمَّى في اللغة روحاً< فكان عن النفخ فسمي به>{[758]}
{ فَآمِنُوا بِاللهِ وَرُسُلِهِ وَلاَ تَقُولُوا : ثَلاَثَةٌ ، انتَهُوا خَيْراً لَّكُمْ } في الثلاثة قولان :
أحدهما : هو قول النصارى أب وابن وروح القدس ، وهذا قول بعض البصريين .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.