المصحف المفسّر لفريد وجدي - فريد وجدي  
{يَـٰٓأَهۡلَ ٱلۡكِتَٰبِ لَا تَغۡلُواْ فِي دِينِكُمۡ وَلَا تَقُولُواْ عَلَى ٱللَّهِ إِلَّا ٱلۡحَقَّۚ إِنَّمَا ٱلۡمَسِيحُ عِيسَى ٱبۡنُ مَرۡيَمَ رَسُولُ ٱللَّهِ وَكَلِمَتُهُۥٓ أَلۡقَىٰهَآ إِلَىٰ مَرۡيَمَ وَرُوحٞ مِّنۡهُۖ فَـَٔامِنُواْ بِٱللَّهِ وَرُسُلِهِۦۖ وَلَا تَقُولُواْ ثَلَٰثَةٌۚ ٱنتَهُواْ خَيۡرٗا لَّكُمۡۚ إِنَّمَا ٱللَّهُ إِلَٰهٞ وَٰحِدٞۖ سُبۡحَٰنَهُۥٓ أَن يَكُونَ لَهُۥ وَلَدٞۘ لَّهُۥ مَا فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَمَا فِي ٱلۡأَرۡضِۗ وَكَفَىٰ بِٱللَّهِ وَكِيلٗا} (171)

تفسير الألفاظ :

{ لا تغلوا } أي لا تتجاوزوا الحد . يقال غلا يغلو غلوا ، أي تجاوز الحد وأفرط . { ولا تقولوا ثلاثة } أي لا تقولوا الله مؤلف من ثلاثة أقانيم أي أصول . { انتهوا } أي أقلعوا . { خيرا } أي أخير فإن الأفصح أن تحذف الألف من أخير وأشر ، فيقال فلان خير من فلان أو شر منه . { سبحانه } أي تنزيها له ، يقال سبح الله أي نزهه عن مشابهة المخلوقين .

تفسير المعاني :

يا أهل الكتاب لا تتجاوزوا الحد في أمر دينكم ولا يحملنكم التحمس فيه لأن تقولوا على الله غير الحق ، إنما المسيح عيسى بن مريم رسول الله وكلمة منه ألقاها إلى مريم ، فحملت به على غير السنة الطبيعية ، وروح صدر منه بغير توسط ، فآمنوا بالله ورسوله إيمانا ينطبق على العقل ، ولا تقولوا بالتثليث . انتهوا عن ذلك خيرا لكم . إنما الله إله واحد يتنزه عن أن يكون له ولد ، له ما في السموات وما في الأرض وكفى به وكيلا .