التفسير الصحيح لبشير ياسين - بشير ياسين  
{يَـٰٓأَهۡلَ ٱلۡكِتَٰبِ لَا تَغۡلُواْ فِي دِينِكُمۡ وَلَا تَقُولُواْ عَلَى ٱللَّهِ إِلَّا ٱلۡحَقَّۚ إِنَّمَا ٱلۡمَسِيحُ عِيسَى ٱبۡنُ مَرۡيَمَ رَسُولُ ٱللَّهِ وَكَلِمَتُهُۥٓ أَلۡقَىٰهَآ إِلَىٰ مَرۡيَمَ وَرُوحٞ مِّنۡهُۖ فَـَٔامِنُواْ بِٱللَّهِ وَرُسُلِهِۦۖ وَلَا تَقُولُواْ ثَلَٰثَةٌۚ ٱنتَهُواْ خَيۡرٗا لَّكُمۡۚ إِنَّمَا ٱللَّهُ إِلَٰهٞ وَٰحِدٞۖ سُبۡحَٰنَهُۥٓ أَن يَكُونَ لَهُۥ وَلَدٞۘ لَّهُۥ مَا فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَمَا فِي ٱلۡأَرۡضِۗ وَكَفَىٰ بِٱللَّهِ وَكِيلٗا} (171)

قوله تعالى : ( يا أهل الكتاب لا تغلوا في دينكم ولا تقولوا على الله إلا الحق إنما المسيح عيسى ابن مريم رسول الله . . . )

قال الشيخ الشنقيطي : هذا الغلو الذي نهوا عنه هو قول غير الحق وهو قول بعضهم إن عيسى ابن الله ، وقول بعضهم هو الله ، وقول بعضهم هو إله مع الله سبحانه وتعالى عن ذلك علوا كبيرا كما بينه قوله تعالى ( وقالت النصارى المسيح ابن الله ) وقوله ( لقد كفر الذين قالوا إن الله هو المسيح ابن مريم ) وقوله ( لقد كفر الذين قالوا إن الله ثالث ثلاثة ) وأشار هنا إلى إبطال هذه المفتريات بقوله ( إنما المسيح عيسى ابن مريم رسول الله وكلمته ألقاها إلى مريم ) الآية . وقوله ( لن يستنكف المسيح أن يكون عبدا لله ) .

قال البخاري : حدثنا عمر بن حفص حدثنا أبي حدثنا الأعمش حدثنا مسلم عن مسروق قال : قالت عائشة رضي الله عنها : صنع النبي صلى الله عليه وسلم شيئا ترخص فيه وتنزه عنه قوم ، فبلغ ذلك الني صلى الله عليه وسلم فحمد الله وأثنى عليه . ثم قال : " ما بال أقوام يتنزهون عن الشيء أصنعه ؟ فوالله إني أعلمهم بالله وأشدهم له خشية " .

( الصحيح 13/290ح7301 - ك الاعتصام بالكتاب والسنة ، ب ما يكره من التعمق والتنازع والغلو في الدين والبدع لقوله تعالى ( الآية ) .

قال البخاري : حدثنا الحميدي حدثنا سفيان قال سمعت الزهري يقول : أخبرني عبيد الله بن عبد الله عن ابن عباس سمع عمر رضي الله عنه يقول على المنبر : سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول : »لا تطروني كما أطرت النصارى ابن مريم ، فإنما أنا عبده ، فقولوا : عبد الله ورسوله " .

( الصحيح 6/551 ح3445 - ك أحاديث الأنبياء ، ب قول الله ( واذكر في الكتاب مريم إذ انتبذت من أهلها ) مريم /16 ) .

قوله تعالى ( وكلمته ألقاها إلى مريم )

أخرج الطبري بسنده الحسن عن قتادة : ( وكلمته ألقاها إلى مريم ) قال : هو قوله ( كن ) فكان .