تفسير العز بن عبد السلام - العز بن عبد السلام  
{وَلَا تَطۡرُدِ ٱلَّذِينَ يَدۡعُونَ رَبَّهُم بِٱلۡغَدَوٰةِ وَٱلۡعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجۡهَهُۥۖ مَا عَلَيۡكَ مِنۡ حِسَابِهِم مِّن شَيۡءٖ وَمَا مِنۡ حِسَابِكَ عَلَيۡهِم مِّن شَيۡءٖ فَتَطۡرُدَهُمۡ فَتَكُونَ مِنَ ٱلظَّـٰلِمِينَ} (52)

{ ولا تطرد } نزلت لما جاء الملأ من قريش فوجدوا عند الرسول صلى الله عليه وسلم عماراً وصهيباً وخبابا وابن مسعود - رضي الله تعالى عنهم أجمعين - فقالوا اطرد عنا موالينا وحلفاءنا ، فلعلك إن طردتهم أن نتبعك ، فقال عمر - رضي الله تعالى عنه - : لو فعلت ذلك حتى ننظر ما يصيرون ، فهَمَّ الرسول صلى الله عليه وسلم بذلك ، ونزل في الملأ { وكذلك فتنا بعضهم ببعض } [ 53 ] فاعتذر عمر - رضي الله تعالى عنه - عن مقالته ، فأنزل { وإذا جاءك الذين يؤمنون } [ 54 ] . { يَدْعون } الصلوات الخمس ، أو ذكر الله -تعالى- أو عبادته ، أو تعلم القرآن . { يريدون وجهه } يريدون طاعته بقصدهم الوجه الذي وجههم إليه ، أو يريدونه بدعائهم ، وقد يعبّر عن الشيء بالوجه كقولهم : " هذا وجه الصواب " . { حسابهم } حساب عملهم بالثواب والعقاب ، وما من حساب عملك عليهم شيء ، كل مؤاخذ بحساب عمله دون غيره ، أو ما عليك من حساب رزقهم وفقرهم من شيء .