تفسير العز بن عبد السلام - العز بن عبد السلام  
{لِّنَفۡتِنَهُمۡ فِيهِۚ وَمَن يُعۡرِضۡ عَن ذِكۡرِ رَبِّهِۦ يَسۡلُكۡهُ عَذَابٗا صَعَدٗا} (17)

{ لنفتهم } بزينة الدنيا أو بالاختلاف بينهم بكثرة المال أو بالعذاب كقولهم { هم على النار يفتنون } [ الذاريات : 13 ] . { ومن يُعْرِض } عن قبول القرآن يسلكه عذاباً قاله جماعة . أو لو استقاموا على الهدى والطاعة " ع " { لأسقيناهم } لهديناهم الصراط المستقيم " ع " أو لأوسعنا عليهم الدنيا أو لأعطيناهم عيشاً رغداً أو مالاً واسعاً { غَدَقًا } عذباً معيناً " ع " أو كثيراً واسعاً قال عمر رضي الله -تعالى- عنه : حيثما كان الماء كان المال وحيثما كان المال كانت الفتنة { لنفتنهم فيه } في الدنيا بالاختبار أو بتطهيرهم من الكفر أو بإخراجهم من الشدّة والجدب إلى الرخاء والخصب أو لنفتنهم فيه في الآخرة بتخليصهم وإنجائهم من فتنت الذهب إذا خلصت غشه بالنار { وفتنّاك فتونا } [ طه : 40 ] خلصناك من فرعون أو نصرفهم عن النار { وإن كادوا ليفتنونك } [ الإسراء : 73 ] ليصرفونك { ومن يُعْرِض } منهم عن العمل بالقرآن . { عذابا صَعَدًا } جب في النار أو جبل فيها إذا وضع عليه يده أو رجله ذابت فإذا رفعها عادت . مأثور أو مشقة من العذاب ' أو عذاب لا راحة فيه أو صخرة في النار يكلفون صعودها على وجوههم فإذا رقوها حدروا فذلك دأبهم أبداً ' .