بحر العلوم لعلي بن يحيى السمرقندي - السمرقندي  
{لِّنَفۡتِنَهُمۡ فِيهِۚ وَمَن يُعۡرِضۡ عَن ذِكۡرِ رَبِّهِۦ يَسۡلُكۡهُ عَذَابٗا صَعَدٗا} (17)

ثم قال عز وجل : { لِنَفْتِنَهُمْ فِيهِ } يعني : لنبتليهم به ، كقوله : { وَلَوْلاَ أَن يَكُونَ الناس أُمَّةً واحدة لَّجَعَلْنَا لِمَن يَكْفُرُ بالرحمن لِبُيُوتِهِمْ سُقُفاً مِّن فِضَّةٍ وَمَعَارِجَ عَلَيْهَا يَظْهَرُونَ } [ الزخرف : 33 ] الآية . وقال قتادة : { وأن لو استقاموا عَلَى الطريقة } ، يعني : آمنوا لوسّع الله عليهم الرزق ؛ وقال القتبي : هذا مثل ضربه الله تعالى للزيادة في أموالهم ومواشيهم ، كقوله : { وَلَوْلاَ أَن يَكُونَ الناس } . ثم قال : { وَمَن يُعْرِضْ عَن ذِكْرِ رَبّهِ } يعني : توحيد ربه ؛ ويقال : يكفر بمحمد صلى الله عليه وسلم والقرآن ، { يَسْلُكْهُ عَذَاباً صَعَداً } يعني : يكلفه الصعود على جبل أملس . وقال مقاتل : { عَذَاباً صَعَداً } أي : شدة العذاب . وقال القتبي : يعني : شاقاً ؛ وقال قتادة : صعوداً من عذاب الله تعالى ، لا راحة فيه .