غرائب القرآن ورغائب الفرقان للحسن بن محمد النيسابوري - النيسابوري- الحسن بن محمد  
{لِّنَفۡتِنَهُمۡ فِيهِۚ وَمَن يُعۡرِضۡ عَن ذِكۡرِ رَبِّهِۦ يَسۡلُكۡهُ عَذَابٗا صَعَدٗا} (17)

1

واحتجاج الأشاعرة بقوله { لنفتنهم } على أنه سبحانه هو الذي يضل عباده ويوقعهم في الفتن والمحن . والمعتزلة أجابوا بأن الفتنة هنا بمعنى الاختبار كقوله { ليبلوكم } [ الملك :2 ] ثم بين وعيد المعرضين عن عبادة الله ووحيه . وانتصب { عذاباً صعداً } على حذف الجار أي في عذاب صعد كقوله { ما سلككم في سقر } [ المدثر :42 ] أو على تضمين معنى الإدخال . الصعد مصدر بمعنى الصعود ، ووصف به العذاب لأنه يتصعد المعذب أي يعلوه ويغلبه فلا يطيقه . وقد روى عكرمة عن ابن عباس أن { صعداً } جبل في جهنم من صخرة ملساء يكلف الكافر صعودها ثم يجذب من أمامه بسلاسل ويضرب من خلفه بمقامع حتى يبلغ أعلاها في أربعين سنة ، وإذا بلغ أعلاها أحدر إلى أسلفها ثم يكلف الصعود مرة أخرى ، وهكذا أبداً .

/خ28