الهداية إلى بلوغ النهاية لمكي بن ابي طالب - مكي ابن أبي طالب  
{لِّنَفۡتِنَهُمۡ فِيهِۚ وَمَن يُعۡرِضۡ عَن ذِكۡرِ رَبِّهِۦ يَسۡلُكۡهُ عَذَابٗا صَعَدٗا} (17)

- ثم قال : ( ومن يعرض عن ذكر ربه . . )

أي : عن القرآن [ وقبوله ] {[70920]} .

( نسلكه عذابا صعدا )

أي : ندخله عذابا شديدا قال ابن عباس : ( عذابا صعدا ) ، أي مشقة من العذاب{[70921]} وقال قتادة ( صعدا ) أي صعودا من عذاب الله / لا راحة فيه{[70922]} وقال أبو سعيد الخدري : ( عذابا صعدا ) : هو جبل في النار ، كلما جعلوا أيديهم [ عليه ] {[70923]} ذابت ، وإذا رفعوها عادت {[70924]} ويقال : تصَعّدني الشيء : شق علي{[70925]} .

وقرأ مسلم بن جندب{[70926]} : نُسلِكه{[70927]} جعله رباعيا . يقال : سلكه وأسلكه . ويقال : سلك ، هو وسلكتُه مثل رجهع ورجعته{[70928]} .


[70920]:- م: وقوله.
[70921]:- انظر: جامع البيان 29/116, وأخرجه عن مجاهد أيضا.
[70922]:- انظر: المصدر السابق, وروي نحوه عن عكرمة وابن زيد في تفسير ابن كثير 4/460.
[70923]:- ساقط من م.
[70924]:- انظر: تفسير القرطبي 19/19, والبحر8/352, وروح المعاني 29/113.
[70925]:- انظر: الغريب لابن قتيبة: 491, واللسان:( صعد).
[70926]:- هو مسلم بن جندب أبو عبد الله الهذلي المدني القاص, تابعي مشهور, عرض على عبد الله بن عياش وعرض عليه نافع, وهو الذي أدب عمر بن عبد العزيز,( ت 110هـ تقريبا. وقيل سنة 106. وقيل 130هـ. انظر طبقات ابن خياط:257, والغاية لابن الجزري 2/297.
[70927]:- بالنون اعتبارا بقوله( لنفتنهم) أنها بالنون. وانظر: قراءته في جامع البيان 29/116 والمختصر لابن خالويه:163 وتفسير القرطبي 19/19 وحكاها أيضا عن طلحة والأعرج قال" وهما لغتان بمعنى", وقرأ ابن كثير ونافع وأبو عمرو وابن عامر( نسلكه) بالون مفتوحة. انظر: السبعة:656, والمبسوط:449, وفيه أنها قراءة أبي جعفر أيضا. وفيهما عن عاصم وحمزة والكسائي ويعقوب وخلف أنهم قرأوا:( يسلكه) بالياء.
[70928]:- انظر: إعراب النحاس 5/51.