{ لنفتنهم فيه } أي لنختبرهم فنعلم كيف شكرهم على تلك النعم علم ظهور للخلائق وإلا فهو تعالى لا يخفى عليه شيء ، وقال الكلبي المعنى وأن لو استقاموا على الطريقة التي هم عليها من الكفر فكانوا كلهم كفارا لأوسعنا أرزاقهم مكرا بهم واستدراجا حتى يفتنوا بها فنعذبهم في الدنيا والآخرة ، وبه قال الربيع بن أنس وزيد بن أسلم وابنه عبد الرحمن والثمالي ويمان بن ريان وابن كيسان وأبو مجلز ، واستدلوا بقوله .
{ فلما نسوا ما ذكروا به فتحنا عليهم أبواب كل شيء } وقوله { ولولا أن يكون الناس أمة واحدة لجعلنا لمن يكفر بالرحمن لبيوتهم سقفا من فضة } الآية والأول أولى ، وقال عمر : في الآية حيثما كان الماء كان المال وحيثما كان المال كانت الفتنة ، وقال ابن عباس : لنبتليهم به .
{ ومن يعرض عن ذكر ربه } أي ومن يعرض عن القرآن أو عن العبادة أو عن الموعظة أو عن التوحيد أو عن جميع ذلك { يسلكه } أي يدخله { عذابا صعدا } أي شاقا ، قرأ الجمهور نسلكه بالنون مفتوحة من سلكه ، وقرئ بالياء التحتية ، واختار هذه القراءة أو عبيد وأبو حاتم لقوله ( عن ذكر ربه ) ولم يقل عن ذكرنا ، وقرئ بضم النون وكسر اللام من أسلكه ، والصعد في اللغة المشقة تقول تصعد بي الأمر إذا شق عليك ، وهو مصدر صعد يقال صعد صعدا وصعودا فوصف به العذاب مبالغة لأنه يتصعد المعذب أي يعلوه ويغمره ويغلبه فلا يطيقه .
قال أبو عبيدة : الصعد مصدر أي عذابا ذا صعد ، وقال عكرمة : الصعد هو صخرة ملساء في جهنم يكلف صعودها فإذا انتهى إلى أعلاها حدر إلى جهنم كما في قوله { سأرهقه صعودا } والصعود العقبة الكؤود ، وقال ابن عباس : عذابا صعدا شقة من العذاب يصعد فيها ، وعنه قال جبلا في جهنم ، وعنه قال لا راحة فيه .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.