تفسير العز بن عبد السلام - العز بن عبد السلام  
{۞إِنَّمَا ٱلصَّدَقَٰتُ لِلۡفُقَرَآءِ وَٱلۡمَسَٰكِينِ وَٱلۡعَٰمِلِينَ عَلَيۡهَا وَٱلۡمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمۡ وَفِي ٱلرِّقَابِ وَٱلۡغَٰرِمِينَ وَفِي سَبِيلِ ٱللَّهِ وَٱبۡنِ ٱلسَّبِيلِۖ فَرِيضَةٗ مِّنَ ٱللَّهِۗ وَٱللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٞ} (60)

{ للفقراء والمساكين } الفقير المحتاج العفيف عن السؤال ، والمسكين المحتاج السائل " ع " ، أو الفقير المحتاج الزَّمِن ، والمسكين المحتاج الصحيح ، أو الفقراء هم المهاجرون ، والمساكين غير المهاجرين ، أو الفقراء من المسلمين والمساكين من أهل الكتاب ، أو الفقير الذي لا شيء له لانكسار فقاره بالحاجة والمسكين له ما لا يكفيه لكن يسكن إليه ، أو الفقير له ما لا يكفيه والمسكين لا شيء له يسكن إليه . { والعاملين } السعاة لهم ثُمْنها ، أو أجر مثلهم . { والمؤلّفة } كفار ومسلمون ، فالمسلمون منهم ضعيف النية في الإسلام فيتألف تقوية لنيته كعيينة بن بدر والأقرع بن حابس والعباس بن مرداس ، ومنهم من حسن إسلامه لكنه يعطى تألفاً لعشيرته من المشركين كعدي بن حاتم ، والمشركون منهم من يقصد أذى المسلمين فيتألف بالعطاء دفعاً لأذاه كعامر بن الطفيل ، ومنهم من يميل إلى الإسلام فيتألف بالعطاء ليؤمن كصفوان بن أمية ، فهذه أربعة أصناف ، وكان الرسول صلى الله عليه وسلم يعطي هؤلاء ، وبعد هل يعطون ؟ فيه قولان : لأن الله -تعالى- قد أعز الدين { فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر } [ الكهف : 29 ] . { الرّقاب } المكاتبون ، أو عبيد يشترون ويعتقون . { الغارمين } من لزمه غرم ديْن . { سبيل الله } الغزاة الفقراء والأغنياء . { وابن السبيل } المسافر لا يجد نفقة سفره وإن كان غنياً في بلده ، قاله الجمهور ، أو الضيف .