{ إنَّما الصدقات للفقراء والمساكين } يعني الزكاة المفروضة للفقراء قيل : الفقير الذي ليس له بلغة من العيش ، والمسكين الذي لا شيء له ، وهو قول الهادي ( عليه السلام ) وبه قال أبو حنيفة وأصحابه وهو قول أهل اللغة أيضاً ، وقيل : المسكين من له شيء والفقير من لا شيء له وهو قول الشافعي واحتج بقوله تعالى : { أما السفينة فكانت لمساكين } [ الكهف : 79 ] وأجيب عن ذلك بأنهم كانوا يعملون عليها ، وقيل : المساكين يتفاصلون في المسكنة { والعاملين عليها } وهم السعاة الذين يقبضون واجبات الصدقة ، واختلف في قدر ما يعطون قيل : لهم سهم وهو الثمن ، وقيل : يعطون على قدر عمالتهم وبه قال أبو حنيفة والهادي ( عليه السلام ) ، وقيل : يعطون على ما يراه الإِمام { والمؤلفة قلوبهم } أشراف من العرب كان رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) يستألفهم على أن يسلموا فيرضخ لهم شيئاً حين كان في الاسلام قلة ، ثم اختلفوا في هذا السهم بعده قيل : كان على عهد رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ثم سقط من بعده لأن الله تعالى قد أعزَّ الدين ، عن الحسن وعمر وعثمان وهو قول أبو حنيفة ، وقال الشافعي : بل هو ثابت في كل زمان وهو مروي عن أبي علي وأبي جعفر ، وقال الهادي ( عليه السلام ) : لا يجوز دفعها على الفساق يعني الزكاة ، وقال أبو حنيفة والشافعي : يجوز ، وقال الهادي ( عليه السلام ) : أمر الزكوات كلها إلى الإِمام ويضمر إذا أخرجها بنفسه إلى الفقراء والله أعلم { وفي الرقاب } وهم المكاتبون فيعطون منها { والغارمين } الذين ركبتهم الديون ولا يملكون بعدها ما يبلغ النصاب { وفي سبيل الله } فقراء الغزاة والحجيج المنقطع بهم { وابن السبيل } المسافر المنقطع عن ماله فهو فقير { فريضة من الله } مقدرة واجبة قدرها الله تعالى وحتمها { والله عليم } بحاجة خلقه { حكيم } بما فرض عليهم من ذلك .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.