قوله تعالى : { فَرِيضَةً } : في نصبها وجهان أحدهما : أنها مصدر على المعنى ، لأن معنى إنما الصدقات للفقراء في قوة : فرض الله ذلك . والثاني : أنها حالٌ من الفقراء ، قاله الكرماني وأبو البقاء ، يَعنْيانن الضمير المستكنّ في الجار لوقوعه خبراً ، أي : إنما الصدقاتُ كانت لهم حال كونها فريضةً ، أي : مفروضة . ويجوز أن تكون " فريضة " حينئذ بمعنى مفعولة ، وإنما دخلت التاء لجريانها مجرى الأسماء كالنَّطيحة . ويجوز أن يكون مصدراً واقعاً موقع الحال . قال الزمخشري : " فإنْ قلت : لِمَ عدل عن اللام إلى " في " في الأربعة الأخيرة ؟ قلت : للإِيذان بأنهم أرسخُ في استحقاق التصدُّق عليهم مِمَّن سَبَق ذكرُه ؛ لأن " في " للوعاء ، فنبَّه على أنهم أحقاءُ بأن توضع فيهم الصدقات ويُجعلوا مَظِنَّةً لها ومَصَبَّاً " ، ثم قال : " وتكرير " في " في قوله : { وَفِي سَبِيلِ اللَّهِ وَابْنِ السَّبِيلِ } فيه فضلُ ترجيحٍ لهذين على الرقاب والغارمين " .
ونُقِل عن سيبويه أن " فريضة " منصوبٌ بفعلها مقدراً ، أي : فرض الله ذلك فريضة . ونُقل عن الفراء أنها منصوبة على القطع .
وقرىء " فريضةٌ " بالرفع على : تلك فريضة .
والغُرْم أصله لُزوم شيءٍ شاق ومنه قيل للعشق غرام ، ويُعَبَّر به عن الهلاك في قوله تعالى : { إِنَّ عَذَابَهَا كَانَ غَرَاماً } [ الفرقان : 65 ] ، وغَرامَةُ المال فيها مشقة عظيمة .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.