تفسير ابن أبي زمنين - ابن أبي زمنين  
{۞إِنَّمَا ٱلصَّدَقَٰتُ لِلۡفُقَرَآءِ وَٱلۡمَسَٰكِينِ وَٱلۡعَٰمِلِينَ عَلَيۡهَا وَٱلۡمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمۡ وَفِي ٱلرِّقَابِ وَٱلۡغَٰرِمِينَ وَفِي سَبِيلِ ٱللَّهِ وَٱبۡنِ ٱلسَّبِيلِۖ فَرِيضَةٗ مِّنَ ٱللَّهِۗ وَٱللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٞ} (60)

{ إنما الصدقات للفقراء والمساكين } قال الحسن : الفقير : القاعد في بيته لا يسأل وهو محتاج ، والمسكين الذي يسأل { والعاملين عليها } يعني : على الصدقات الذين يسعون في جمعها ؛ جعل الله عز وجل لهم فيها سهما { والمؤلفة قلوبهم } ناس كان النبي صلى الله عليه وسلم يعطيهم يتألفهم بذلك لكي يسلموا ، جعل الله عز وجل لهم سهما ؛ منهم : أبو سفيان بن حرب ، وعيينة بن حصن { وفي الرقاب } يعني : كل عبد { والغارمين } من كان عليه دين أو غرم من غير فساد { وفي سبيل الله } يحمل من ليس له [ . . . . ] يعطى منها { وابن السبيل } المسافر إذا قطع به ؛ جعل الله لهؤلاء فيها سهما .

قال علي وابن عباس : إنما هو علم جعله الله عز وجل ففي أي صنف منهم جعلتها أجزأك .

{ فريضة من الله } وذلك في جميع الزكاة { والله عليم حكيم } عليم بخلقه ، حكيم في أمره .

قال محمد : { فريضة } بالنصب على التوكيد{[424]} ، المعنى : فرض الله الصدقات لهؤلاء فريضة .


[424]:وقيل: منصوب على الحال. انظر/ الدر المصون (3/476).