مفاتيح الغيب للرازي - الفخر الرازي [إخفاء]  
{خُشَّعًا أَبۡصَٰرُهُمۡ يَخۡرُجُونَ مِنَ ٱلۡأَجۡدَاثِ كَأَنَّهُمۡ جَرَادٞ مُّنتَشِرٞ} (7)

ثم قال تعالى : { خشعا أبصارهم يخرجون من الأجداث كأنهم جراد منتشر } وفيه قراءات خاشعا وخاشعة وخشعا ، فمن قرأ خاشعا على قول القائل : يخشع أبصارهم على ترك التأنيث لتقدم الفعل ومن قرأ خاشعة على قوله : { تخشع أبصارهم } ومن قرأ خشعا فله وجوه ( أحدها ) : على قول من يقول : يخشعن أبصارهم على طريقة من يقول : أكلوني البراغيث ( ثانيها ) : في : { خشعا } ضمير أبصارهم بدل عنه ، تقديره يخشعون أبصارهم على بدل الاشتمال كقول القائل : أعجبوني حسنهم . ( ثالثها ) : فيه فعل مضمر يفسره يخرجون تقديره يخرجون خشعا أبصارهم على بدل الاشتمال والصحيح خاشعا ، روي أن مجاهدا رأى النبي صلى الله عليه وسلم في منامه فقال له : يا نبي الله خشعا أبصارهم أو خاشعا أبصارهم ؟ فقال عليه السلام : خاشعا ، ولهذه القراءة وجه آخر أظهر مما قالوه وهو أن يكون خشعا منصوبا على أنه مفعول بقوله : { يوم يدعو الداع } خشعا أي يدعو هؤلاء ، فإن قيل : هذا فاسد من وجوه ( أحدها ) : أن التخصيص لا فائدة فيه لأن الداعي يدعو كل أحد ، ( ثانيها ) : قوله : { يخرجون من الأجداث } بعد الدعاء فيكونون خشعا قبل الخروج وإنه باطل ، ( ثالثها ) : قراءة خاشعا تبطل هذا ، نقول أما الجواب عن الأول فهو أن يقال قوله : { إلى شيء نكر } يدفع ذلك لأن كل أحد لا يدعى إلى شيء نكر وعن الثاني المراد : ( من شيء نكر ) الحساب العسر يعني يوم يدع الداع إلى الحساب العسر خشعا ولا يكون العامل في : { يوم يدعو } يخرجون بل اذكروا ، أو : { فما تغني النذر } كما قال تعالى : { فما تنفعهم شفاعة الشافعين } ويكون يخرجون ابتداء كلام ، وعن الثالث أنه لا منافاة بين القراءتين ؛ وخاشعا نصب على الحال أو على أنه مفعول يدعو كأنه يقول : يدعو الداعي قوما خاشعة أبصارهم والخشوع السكون قال تعالى : { وخشعت الأصوات } وخشوع الأبصار سكونها على كل حال لا تنفلت يمنة ولا يسرة كما في قوله تعالى : { لا يرتد إليهم طرفهم } وقوله تعالى : { يخرجون من الأجداث كأنهم جراد منتشر } مثلهم بالجراد المنتشر في الكثرة والتموج ، ويحتمل أن يقال : المنتشر مطاوع نشره إذا أحياه فكأنهم جراد يتحرك من الأرض ويدب إشارة إلى كيفية خروجهم من الأجداث وضعفهم .

 
لطائف الإشارات للقشيري - القشيري [إخفاء]  
{خُشَّعًا أَبۡصَٰرُهُمۡ يَخۡرُجُونَ مِنَ ٱلۡأَجۡدَاثِ كَأَنَّهُمۡ جَرَادٞ مُّنتَشِرٞ} (7)

وقوله : { خُشَّعاً } منصوب على الحال ، أي يخرجون من الأجداث - وهي القبور- خاشعي الأبصار .

{ . . . كَأَنَّهُمْ جَرَادٌ مُّنتَشِرٌ مُّهْطِعِينَ إِلَى الدَّاعِ يَقُولُ الْكَافِرُونَ هَذَا يَوْمٌ عَسِرٌ } .

كأنهم كالجراد لكثرتهم وتفَرقهم .

 
تفسير القرآن الكريم لعبد الله شحاته - شحاته [إخفاء]  
{خُشَّعًا أَبۡصَٰرُهُمۡ يَخۡرُجُونَ مِنَ ٱلۡأَجۡدَاثِ كَأَنَّهُمۡ جَرَادٞ مُّنتَشِرٞ} (7)

1

المفردات :

خشعا أبصارهم : ذليلة خاضعة من شدة الهول .

الأجداث : القبور .

التفسير :

7- { خُشَّعًا أَبْصَارُهُمْ يَخْرُجُونَ مِنَ الْأَجْدَاثِ كَأَنَّهُمْ جَرَادٌ مُنْتَشِرٌ } .

هم يخرجون من القبور في حالة من الذلة والخشوع والخوف ، لأنّ أثر العزّ والذل يتبين في نظر الإنسان .

قال تعالى : { أبصارها خاشعة } . ( النازعات : 9 ) .

وقال سبحانه وتعالى : { وتراهم يُعرضون عليها خاشعين من الذل يَنظرون من طرف خفي . . . } ( الشورى : 45 ) .

قل القرطبي :

ويقال : خشع واختشع ، إذا ذلّ ، وخشع ببصره ، إذا غضّه ، وقرأ حمزة والكسائي : خاشعا أبصارهم .

{ يََخْرُجُونَ مِنَ الْأَجْدَاثِ كَأَنَّهُمْ جَرَادٌ مُنْتَشِرٌ } .

يخرجون من القبور مسرعين مطيعين ، كأنهم جراد منتشر منبت في الآفاق ، وإذا نظرنا إلى الجراد في كثرته وتتابعه كأنه حملة قوية ، وكثيرا ما يكون وبالا على الزراعة ، أو ناشرا للآفات ، أدركنا عمق التعبير في الآية .

وقد قال تعالى في آية أخرى : { يوم يكون الناس كالفراش المبثوت } . ( القارعة : 4 ) .

قال القرطبي :

فهما صفتان في وقتين مختلفين :

إحداهما : عند الخروج من القبور يخرجون فزعين ، لا يهتدون أين يتوجهون ، فيدخل بعضهم في بعض ، فهم حينئذ كالفراش المبثوت بعضه في بعض ، لا جهة يقصدها .

الثانية : فإذا سمعوا المنادي قصدوه ، فصاروا كالجراد المنتشر ، لأن الجراد له جهة يقصدها .

قال ابن كثير :

كأنهم في انتشارهم وسرعة سيرهم إلى موقف الحساب جراد منتشر في الآفاق .

 
صفوة البيان لحسين مخلوف - حسنين مخلوف [إخفاء]  
{خُشَّعًا أَبۡصَٰرُهُمۡ يَخۡرُجُونَ مِنَ ٱلۡأَجۡدَاثِ كَأَنَّهُمۡ جَرَادٞ مُّنتَشِرٞ} (7)

{ يخرجون من الأجداث } أي القبور أذلة أبصارهم من شدة الهول . { كأنهم جراد منتشر } في الكثرة والتموج والانتشار في الأقطار حين يتوجهون إلى المحشر .

 
تيسير الكريم المنان في تفسير القرآن لابن سعدي - ابن سعدي [إخفاء]  
{خُشَّعًا أَبۡصَٰرُهُمۡ يَخۡرُجُونَ مِنَ ٱلۡأَجۡدَاثِ كَأَنَّهُمۡ جَرَادٞ مُّنتَشِرٞ} (7)

{ خُشَّعًا أَبْصَارُهُمْ } أي : من الهول والفزع الذي وصل إلى قلوبهم ، فخضعت وذلت ، وخشعت لذلك أبصارهم .

{ يَخْرُجُونَ مِنَ الْأَجْدَاثِ } وهي القبور ، { كَأَنَّهُمْ } من كثرتهم ، وروجان بعضهم ببعض { جَرَادٌ مُنْتَشِرٌ } أي : مبثوث في الأرض ، متكاثر جدا .