{ النار } مبتدأ وجملة قوله تعالى { يُعْرَضُونَ عَلَيْهَا غُدُوّاً وَعَشِيّاً } خبره والجملة تفسير لقوله تعالى : { وَحَاقَ } [ غافر : 45 ] الخ .
وجوز أن تكون { النار } بدلاً من { سُوء العذاب } و { يُعْرَضُونَ } في ضموع الحال منها أو من الآل ، وأن تكون النار خبر مبتدأ محذوف هو ضمير { سُوء العذاب } كأنه قيل : ما سوء العذاب ؟ فقيل : هو النار ، وجملة { يُعْرَضُونَ } تفسير على ما مر ، وفي الوجه الأول من تعظيم أمر النار وتهويل عذابها ما ليس في هذا الوجه كما ذكره «صاحب الكشاف » ، ومنشأ التعظيم على ما في «الكشف » الاجمال والتفسير في كيفية تعذيبهم وإفادة كل من الجملتين نوعاً من التهويل . الأولى : الإحاطة بعذاب يستحق أن يسمى سوء العذاب . والثانية : النار المعروض هم عليها غدواً وعشياً .
والسر في إفادة تعظيم النار في هذا الوجه دون ما تضمن تفسير { سُوء العذاب } وبيان كيفية التعذيب أنك إذا فسرت { سُوء العذاب } بالنار فقد بالغت في تعظيم سوء العذاب . ثم استأنفت بيعرضون عليها تتميماً لقوله تعالى : { وَحَاقَ بِئَالِ فِرْعَوْنَ } من غير مدخل للنار فيما سيق له الكلام ، وإذا جئت بالجملتين من غير نظر إلى المفردين وإن أحدهما تفسير للآخر فقد قصدت بالنار قصد الاستدلال حيث جعلتها معتمد الكلام وجئت بالجملة بياناً وإيضاحاً للأولى كأنك قد آذنت بأنها أوضح لاشتمالها على ما لا أسوأ منه أعني النار ؛ على أن من موجبات تقديم المسند إليه إنباؤه عن التعظيم مع اقتضاء المقام له وههنا كذلك على ما لا يخفى ، والتركيب أيضاً يفيد التقوى على نحو زيد ضربته .
ومن هنا قال «صاحب الكشف » : هذا هو الوجه ، وأيد بقراءة من نصب { النار } بناء على أنها ليست منصوبة بأخص أو أعني بل بإضمار فعل يفسره { يُعْرَضُونَ } مثل يصلون فإن عرضهم على النار إحراقهم بها من قولهم : عرض الأساري على السيف قتلوا به ، وهو من باب الاستعارة التمثيلية بتشبيه حالهم بحال متاع يبرز لمن يريد أخذه ، وفي ذلك جعل النار كالطالب الراغب فيهم لشدة استحقاقهم الهلاك ، وهذا العرض لأرواحهم .
أخرج ابن أبي شيبة . وعبد بن حميد . عن هزيل بن شرحبيل أن أرواح آل فرعون في أجواف طير سود تغدو وتروح على النار فذلك عرضها .
أخرج ابن أبي شيبة . وهناد . وعبد بن حميد . عن هزيل بن شرحبيل أن أرواح آل فرعون في أجواف طير سود تغدو وتروح على النار فذلك عرضها .
وأخرج عبد الرزاق . وابن أبي حاتم عن ابن مسعود نحو ذلك ، وهذه الطير صور تخلق لهم من صور أعمالهم ، وقيل . ذاك من باب التمثيل وليس بذاك ، وذكر الوقتين ظاهر في التخصيص بمعنى أنهم يعرضون على النار صباحاً مرة ومساء مرة أي فيما هو صباح ومساء بالنسبة إلينا ، ويشهد له ما أخرجه ابن المنذر .
والبيهقي في «شعب الإيمان » وغيرهما عن أبي هريرة أنه كان له صرختان في كل يوم غدوة وعشية كان يقول أول النهار : ذهب الليل وجاء النهار وعرض آل فرعون على النار ، ويقول أول الليل : ذهب النهار وجاء الليل وعرض آل فرعون على النار فلا يسمع أحد صوته إلا استعاذ بالله تعالى من النار ، والفصل بين الوقتين إما بترك العذاب أو بتعذبهم بنوع آخر غير النار .
وجوز أن يكون المراد التأبيد اكتفاء بالطرفين المحيطين عن الجميع ، وأياً ما كان ففي الآية دليل ظاهر على بقاء النفس وعذاب البرزخ لأنه تعالى بعد أن ذكر ذلك العرض قال جل شأنه :
{ وَيَوْمَ تَقُومُ الساعة أَدْخِلُواْ ءالَ فِرْعَوْنَ أَشَدَّ العذاب } وهو ظاهر في المغايرة فيتعين كون ذلك في البرزخ ، ولا قائل بالفرق بينهم وبين غيرهم فيتم الاستدلال على العموم ، وفي «الصحيحين » . وغيرهما عن ابن عمر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم : " إن أحدكم إذا مات عرض عليه مقعده بالغداة والعشيء إن كان من أهل الجنة فمن أهل الجنة وإن كان من أهل النار فمن أهل النار فيقال : هذا مقعدك حتى يبعثك الله تعالى " و { يَوْمٍ } على ما استظهره أبو حيان معمول لقول مضمر ، والجملة عطف على ما قبلها أي ويوم تقوم الساعة يقال للملائكة : أدخلوا آل فرعون أشد العذاب أي عذاب جهنم فإنه أشد مما كانوا فيه أو أشد عذاب جهنم فإن عذابها ألوان بعضها أشدّ من بعض ، وعن بعض أشد العذاب هو عذاب الهاوية ، وقيل : هو معمول { أَدْخِلُواْ } .
وقيل : هو عطف على { عشياً } فالعامل فيه { أُوْلَئِكَ يُعْرَضُونَ } و { أَدْخِلُواْ } على إضمار القول وهو كما ترى ، وقرأ علي كرم الله تعالى وجهه . والحسن . وقتادة . وابن كثير ، والعربيان . وأبو بكر { أَدْخِلُواْ } على أنه أمر لآل فرعون بالدخول أي ادخلوا يا آل فرعون
وذلك قوله{ النار } هي رفع على البدل من السوء ، { يعرضون عليها غدواً وعشياً } صباحاً ومساءً ، قال ابن مسعود : أرواح آل فرعون في أجواف طيور سود يعرضون على النار كل يوم مرتين ، تغدو وتروح إلى النار ، ويقال : يا آل فرعون هذه مأواكم حتى تقوم الساعة . وقال قتادة ، ومقاتل ، والسدي ، والكلبي : تعرض روح كل كافر على النار بكرة وعشياً ما دامت الدنيا .
أخبرنا أبو الحسن السرخسي ، أنبانا زاهر بن أحمد ، أنبأنا أبو إسحاق الهاشمي ، أنبأنا أبو مصعب ، عن مالك ، عن نافع ، عن عبد الله بن عمر ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " إن أحدكم إذا مات عرض عليه مقعده بالغداة والعشي ، إن كان من أهل الجنة فمن أهل الجنة ، وإن كان من أهل النار فمن أهل النار ، فيقال له : هذا مقعدك حتى يبعثك الله إليه يوم القيامة " . ثم أخبر الله عن مستقرهم يوم القيامة . فقال { ويوم تقوم الساعة أدخلوا } قرأ ابن كثير ، وابن عامر ، وأبو عمرو ، وأبو بكر : الساعة ، ادخلوا بحذف الألف ، والوصل ، وبضمها في الابتداء ، وضم الخاء من الدخول ، أي : يقال لهم : ادخلوا يا { آل فرعون أشد العذاب } ، وقرأ الآخرون ، أدخلوا بقطع الألف ، وكسر الخاء ، من الإدخال ، أي : يقال للملائكة : أدخلوا آل فرعون أشد العذاب . قال ابن عباس : يريد ألوان العذاب ير الذي كانوا يعذبون به منذ أغرقوا .
تفسير مقاتل بن سليمان 150 هـ :
{النار يعرضون عليها} وذلك أن أرواح آل فرعون، وروح كل كافر تعرض على منازلها كل يوم مرتين.
ثم أخبر بمستقرهم في الآخرة فقال: {ويوم تقوم الساعة} يعني القيامة يقال: {أدخلوا آل فرعون أشد العذاب} يعني أشد عذاب المشركين.
جامع البيان عن تأويل آي القرآن للطبري 310 هـ :
يقول تعالى ذكره مبينا عن سوء العذاب الذي حلّ بهؤلاء الأشقياء من قوم فرعون ذلك الذي حاق بهم من سوء عذاب الله "النّارُ يُعْرَضُونَ عَلَيْها "إنهم لها هلكوا وغرّقهم الله... أنهم يعرضون على منازلهم في النار تعذيبا لهم غدوّا وعشيّا...
وقوله: "وَيَوْمَ تَقُومُ السّاعَةُ أَدْخِلُوا آلَ فِرْعَوْنَ أشَدّ العَذَابِ" اختلفت القراء في قراءة ذلك فقرأته عامة قرّاء أهل الحجاز والعراق سوى عاصم وأبي عمرو "وَيَوْمَ تَقُومُ السّاعَةُ أَدْخِلُوا آلَ فِرْعَوْنَ" بفتح الألف من أدخلوا في الوصل والقطع بمعنى: الأمر بإدخالهم النار... وقرأ ذلك عاصم وأبو عمرو: «وَيَوْمَ تَقُومُ السّاعَةُ أَدْخِلُوا» بوصل الألف وسقوطها في الوصل من اللفظ، وبضمها إذا ابتدئ بعد الوقف على الساعة... معنى الكلام على قراءته: ادخلو يا آل فرعون أشدّ العذاب.
والصواب من القول في ذلك عندي أن يقال إنهما قراءتان معروفتان متقاربتا المعنى، قد قرأ بكل واحدة منهما جماعة من القرّاء، فبأيتهما قرأ القارئ فمصيب. فمعنى الكلام إذن: ويوم تقوم الساعة يقال لآل فرعون: ادخلوا يا آل فرعون أشدّ العذاب، فهذا على قراءة من وصل الألف من ادخلوا ولم يقطع، ومعناه على القراءة الأخرى، ويوم تقوم الساعة يقول الله لملائكته "أَدْخِلُوا آلَ فِرْعَوْنَ أشَدّ العَذَابِ".
الكشاف عن حقائق التنزيل للزمخشري 538 هـ :
{النار} بدل من سوء العذاب. أو خبر مبتدأ محذوف، كأن قائلاً قال: ما سوء العذاب؟ فقيل: هو النار. أو مبتدأ خبره {يُعْرَضُونَ عَلَيْهَا} وفي هذا الوجه تعظيم للنار وتهويل من عذابها، وعرضهم عليها: إحراقهم بها. يقال: عرض الإمام الأسارى على السيف إذا قتلهم به... وتقديره: يدخلون النار يعرضون عليها، ويجوز أن ينتصب على الاختصاص {غُدُوّاً وَعَشِيّاً} في هذين الوقتين يعذبون بالنار، وفيما بين ذلك الله أعلم بحالهم، فأمّا أن يعذبوا بجنس آخر من العذاب، أو ينفس عنهم. ويجوز أن يكون {غُدُوّاً وَعَشِيّاً}: عبارة عن الدوام، هذا ما دامت الدنيا، فإذا قامت الساعة قيل لهم: {أَدْخُلُواْ} يا {ءَالَ فِرْعَوْنَ أَشَدَّ} عذاب جهنم. وقرئ: «أَدخِلوا آل فرعون» أي: يقال لخزنة جهنم: أدخِلوهم.
الجامع لأحكام القرآن للقرطبي 671 هـ :
الجمهور على أن هذا العرض في البرزخ. وخرج البخاري ومسلم عن ابن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (إن أحدكم إذا مات عرض عليه مقعده بالغداة والعشي إن كان من أهل الجنة فمن أهل الجنة وإن كان من أهل النار فمن أهل النار فيقال هذا مقعدك حتى يبعثك الله إليه يوم القيامة).
نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي 885 هـ :
كان عليهم في هذا العرض زيادة نكد فوق ما ورد عاماً مما روى مالك والشيخان وغيرهم عن أن ابن عمر رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:"إن أحدكم إذا مات عرض عليه مقعده بالغداة والعشي، إن كان من أهل الجنة فمن أهل الجنة، وإن كان من أهل النار فمن أهل النار، فيقال: هذا مقعدك حتى يبعثك الله إليه يوم القيامة".
ولعل زيادة النكد أنهم هم المعروضون، فيذهب بهم في الأغلال يساقون لينظروا ما أعد الله لهم، وعامة الناس يقتصر في ذلك على أن يكشف لهم -وهو في محالّهم- عن مقاعدهم، ففي ذلك زيادة إهانة لهم،
وهو مثل: عرض الأمير فلاناً على السيف إذا أراد قتله، هذا دأبهم إلى أن تقوم الساعة {ويوم تقوم الساعة} يقال لهم: {ادخلوا آل} أي يا آل
{فرعون} هو نفسه وأتباعه لأجل اتباعهم له فيما أضلهم به، وجعله نافع وحمزة والكسائي ويعقوب وحفص فعل أمر من الإدخال، فالتقدير: نقول لبعض جنودنا: أدخلوا آله لأجل ضلالهم به اليوم {أشد العذاب} وإذا كان هذا لآله لأجله كان له أعظم منه من باب الأولى.
التحرير والتنوير لابن عاشور 1393 هـ :
العرض حقيقته: إظهار شيء لمن يراه؛ لترغيب أو لتحذير، وهو يتعدّى إلى الشيء المظْهَر بنفسه وإلى من يُظهَر لأجله بحرف (على)، وهذا يقتضي أن المعروض عليه لا يكون إلا من يَعقل ومنزّلاً منزلة من يعقل، وقد يقلب هذا الاستعمال لقصد المبالغة كقول العرب « عرضتُ الناقةَ على الحوض»، وحقه: عرضت الحوض على الناقة، وهو الاستعمال الذي في هذه الآية وقوله في سورة الأحقاف (20) {ويوم يعرض الذين كفروا على النار} وقد عدَّ علماء المعاني القلب من أنواع تخريج الكلام على خلاف مقتضى الظاهر، ومثلوا له بقول العرب: عرضت الناقة على الحوض. واختلفوا في عدّه من أفانين الكلام البليغ فعدّه منها أبو عبيدة والفارسي والسكاكي ولم يقبله الجمهور، وقال القزويني: إن تضمن اعتباراً لطيفاً قُبِل وإلاّ رُدّ.
وعندي أن الاستعمالين على مقتضى الظاهر وأن العَرض قد كثر في معنى الإمرار دون قصد الترغيب كما يقال: عُرض الجيش على أميره واستعرضه الأمير، ولعلّ أصله مجاز ساوى الحقيقة فليس في الآيتين قلب ولا في قول العرب: عرضت الناقة على الحوض قَلب.
ومعنى عرضهم على النار أن أرواحهم تُشاهِد المواضع التي أعدت لها في جهنم، وهو ما يبينه حديث عبد الله بن عُمر في « الصحيح» قال: قال رسول الله:"إن أحدكم إذا مات عُرض عليه مقْعَدُه بالغداة والعشي إن كان من أهل الجنة فمن أهل الجنة وإن كان من أهل النار فمن أهل النار فيقال: هذا مقعدك حتى يبعثَك الله يوم القيامة".
{غُدُوّاً وعَشِيّاً} كناية عن الدوام لأن الزمان لا يخلو عن هاذين الوقتين.
{ويَوْمَ تَقُومُ السَّاعَة أدْخِلوا ءالَ فِرْعون أشدَّ العَذَابِ} هذا ذكر عذاب الآخرة الخالد، أي يُقال: أَدخلوا آل فرعون أشد العذاب، وقرأ نافع وحمزة والكسائي وحفص وأبو جعفر ويعقوب {أدخلوا} بهمزة قطع وكسر الخاء. وقرأ الباقون بهمزة وصل وضم الخاء، على معنى أن القول مُوجّه إلى آل فرعون وأن {ءَالَ فِرْعَونَ} منادى بحذف الحرف.
الأمثل في تفسير كتاب الله المنزل - لجنة تأليف بإشراف الشيرازي 2009 هـ :
إنّ العذاب والعقاب الإلهي أليم بمجمله، إلاّ أنّ تعبير «سوء العذاب» يظهر أنّ الله تبارك وتعالى انتخب لهم عذاباً أشد إيلاماً من غيره، وهو ما تشير إليه الآية التي بعدها، حيث قوله تعالى: (النّار يعرضون عليها غدواً وعشياً) ثم: (ويوم تقوم الساعة ادخلوا آل فرعون أشد العذاب)...
أوّلا: مؤمن آل فرعون والدرس العظيم في مواجهة الطواغيت:
إنّ القليل من الناس يؤمنون بالأديان الإلهية والمذاهب السماوية في بداية الأمر، ويقومون بتحدي الجبابرة والطواغيت، وإذا توجست هذه القلّة المخلصة خوفاً من أعدائها، أو أنّها شكت بأنّ كثرة دليل على حقانيتهم، فلن يكون بمقدور الأديان الإلهية أن تمتد وتنتشر في الدنيا.
لقد كان مؤمن آل فرعون نموذجاً لهذه المدرسة، وكان من الأوائل في هذا الطريق، وأثبت أنّ الإنسان المؤمن يستطيع بعزمه وإرادته القوية ـ النابعة من إيمانه بالله تعالى ـ التأثير حتى في إرادة الفراعنة الجبابرة؛ بل وأن يوفّر سبل النجاة لنبي كبير من أنبياء أولي العزم.
إنّ تأريخ حياة هذا الرجل الشجاع الذكي، يثبت ضرورة أن تكون خطوات أهل الدعوة والحق على غاية قصوى من الدقة والحذر، إذ يجب أحياناً التكتم على الإيمان وإخفاء القناعات الحقة؛ كما يجب في أحيان اُخرى الجهر بدعوة الحق وإظهار الإيمان...
وكما يعتبر التسلّح بالسلاح المادي الظاهري من ضرورات المنعة وأسباب دحر العدو كذلك فإنّ المنطق القوي والحجّة البالغة هي سلاح ضروري قد يعادل في تأثيره السلاح المادي عدة مرّات، لذا فإنّ العمل الذي قام به (مؤمن آل فرعون) بواسطة منطقه وقوة حجته وحكمة تصرفه لم يكن ليعادله أي سلاح آخر، ثم إنّ قصة هذا الرجل المؤمن تظهر أنّ الله جلّ وعلا لا يترك عباده المؤمنين وحيدين، بل يحميهم بلطفه عن الأخطار...
ثانياً: تفويض الأمور إلى الله فيما يخص التفويض إلى الله تبارك وتعالى.
«التفويض» كما يقول الراغب في مفرداته، يعني «التوكل، لذا فإنّ تفويض الأمر إلى الله يأتي بمعنى توكيل الأعمال إليه، إلا أنّ حقيقة (التوكل) هي أن يعتبر الإنسان الله تبارك وتعالى وكيلا عنه، لكن التفويض يعني التسليم المطلق لله تعالى فلا يبقى أي مجال لإشراف من أي نوع.