معاني القرآن للفراء - الفراء  
{ٱلنَّارُ يُعۡرَضُونَ عَلَيۡهَا غُدُوّٗا وَعَشِيّٗاۚ وَيَوۡمَ تَقُومُ ٱلسَّاعَةُ أَدۡخِلُوٓاْ ءَالَ فِرۡعَوۡنَ أَشَدَّ ٱلۡعَذَابِ} (46)

وقوله : { النارُ يُعْرَضُونَ عَلَيْها } .

رفعت ( النار ) بما عاد من ذكرها في عليها ، ولو رفَعْتها بما رفعْتَ به { سُوءَ الْعَذَاب } كان صوابا ، ولو نصبت على أنها وقعت [ 164/ا ] بين راجع [ من ] ذكرها ، وبين كلام يتصل بما قبلها كان صوابا ، ومثله : { قُلْ أَفَأُنَبِّئكُمْ بِشَرٍّ مِنْ ذَلِكُم النارُ وَعَدها } .

وقوله : { غُدُوًّا وَعَشِيًّا } .

ليس في الآخرة غدو ولا عشي ، ولكنه مقادير عشيات الدنيا وغدوها .

وقوله : { [ وَ ] يَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ أَدْخِلُواْ آلَ فِرْعَوْنَ } .

همز الألف يحيى بن وثاب وأهل الحجاز ، وخففها عاصم والحسن فقرأ «وَيَوْمَ تَقُوم السَّاعَة اَدْخُلُوا آلَ فِرْعَوْنَ » ونصب ها هنا آل فرعون على النداء : ادخلوا يا آل فرعون أشد العذاب ، وفي المسألة الأولى توقَّع عليهم «أَدْخِلُوا » .