غرائب القرآن ورغائب الفرقان للحسن بن محمد النيسابوري - النيسابوري- الحسن بن محمد  
{ٱلنَّارُ يُعۡرَضُونَ عَلَيۡهَا غُدُوّٗا وَعَشِيّٗاۚ وَيَوۡمَ تَقُومُ ٱلسَّاعَةُ أَدۡخِلُوٓاْ ءَالَ فِرۡعَوۡنَ أَشَدَّ ٱلۡعَذَابِ} (46)

23

قوله { يعرضون عليها } أي يحرقون بها . يقال : عرض الإمام الأسارى على السيف إذا قتلهم به . وقوله { غدوّاً وعشياً } إما للدوام كما مر في صفة أهل الجنة { ولهم رزقهم فيها بكرة وعشياً } [ مريم : 62 ] وإما لأنه اكتفى في القبر بإيصال العذاب إليهم في هذين الوقتين . وفي سائر الأوقات إما أن يبقى أثر ذلك وألمه عليهم ، وإما أن يكون فترة وإما أن يعذبوا بنوع آخر من العذاب الله أعلم بحالهم . وفي الآية دلالة ظاهرة على إثبات عذاب القبر لأن تعذيب يوم القيامة يجيء في قوله { ويوم تقوم الساعة } قيل : لم لا يجوز أن يكون المراد بعرض النار عرض النصائح عليهم في الدنيا لأن سماع الحق مرّ طعمه ؟ قلنا : عدول عن الظاهر من غير دليل .

/خ50