التفسير الصحيح لبشير ياسين - بشير ياسين  
{حَتَّىٰٓ إِذَا ٱسۡتَيۡـَٔسَ ٱلرُّسُلُ وَظَنُّوٓاْ أَنَّهُمۡ قَدۡ كُذِبُواْ جَآءَهُمۡ نَصۡرُنَا فَنُجِّيَ مَن نَّشَآءُۖ وَلَا يُرَدُّ بَأۡسُنَا عَنِ ٱلۡقَوۡمِ ٱلۡمُجۡرِمِينَ} (110)

قوله تعالى { حتى إذا استيأس الرسل وظنوا أنهم قد كذبوا جاءهم نصرنا فنجّي من نشاء ولا يرد بأسنا عن القوم المجرمين }

قال البخاري : حدثنا عبد العزيز بن عبد الله ، حدثنا إبراهيم بن سعد عن صالح عن ابن شهاب قال : أخبرني عروة بن الزبير عن عائشة رضي الله عنها قالت له وهو يسألها عن قول الله تعالى { حتى إذا استيأس الرسل } قال قلت أكذبوا أم كذّبوا ؟ قالت عائشة : كذّبوا . قلتُ : فقد استيقنوا أنّ قومهم كذّبوهم ، فما هو بالظن . قالت أجل لعمري ، لقد استيقنوا بذلك . فقلتُ لها : وظنوا أنهم قد كُذبوا ؟ قالت : معاذ الله ، لم تكن الرسل تظن ذلك بربها . قلتُ فما هذه الآية ؟ قالت : هم أتباع الرسل الذين آمنوا بربهم وصدّقوهم ، فطال عليهم البلاء واستأخر عنهم النصر ، حتى إذا استيأس الرسل ممن كذّبهم من قومهم ، وظنّت الرسل أن أتباعهم قد كذّبوهم ، جاءهم نصر الله عند ذلك .

( صحيح البخاري 8/217-218ك التفسير-سورة يوسف ، ب ( الآية ) ح/4695 ) .

أخرج الطبري بسنده عن علي بن أبي طلحة عن ابن عباس قوله : { حتى إذا استيأس الرسل وظنوا أنهم كذبوا } يعني : أيس الرسل من أن يتبعهم قومهم وظن قومهم أن الرسل قد كذبوا ، فينصر الله الرسل ، ويبعث العذاب .